social studies netgroup
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ الحروب الصليبيه

اذهب الى الأسفل

طرائق تدريس دراسات اجتماعية تاريخ الحروب الصليبيه

مُساهمة  احمد فتحى الخميس أبريل 30, 2009 2:27 am

يعود تاريخ الحروب الصليبية إلى بداية المواجهة ضد النصارى في غزوة مؤتة، واستمر هذا الصراع مع حملة الصليب عبر الأندلس وصقلية وفلسطين وسواحل بلاد الشام. غزوة مؤتة كانت مثالاً للصراع المبكر بين المسلمين والنصارى في السنة الثامنة من الهجرة، وكان الصليب هو شعار الروم آنذاك، واستمر الصراع فجاءت معركة اليرموك بقيادة كبار الصحابة، ورُفعت رايات الإسلام على بلاد الشام خفّاقة مشرقة، ودخل الإسلام أرض الكنانة. ومن المعارك الفاصلة في تاريخ الصراع الصليبي مع المسلمين، موقعة ملاذكَرد، انهزم فيها النصارى هزيمة ساحقة وامتلأت الأرض في آسيا الصغرى بجثث القتلى، وأُسر الامبرطور نفسه على يد القائد المسلم ألب أرسلان. ثم جاءت الحروب الصليبية الشهيرة واستمرت قرنين من الزمان، وكانت الحملات فيها تتوالى من الغرب الصليبي على بلاد المسلمين كالأمواج المتلاطمة، وكان الصليب فيها شعارهم، فكانت عدواناً صارخاً حاقداً ليس له نظير في تاريخ الحروب العالمية، إذ خلّفت الخراب والدمار، وكانت سمتها المجازر الوحشية، مما يعتبر وصمة عار في تاريخ العالم النصراني. وكل حملة من هذه الحملات كانت توجه لبقعة من أراضي المسلمين، فجاءت الحملة الصليبية الأولى نحو بيت المقدس، ثم الثانية، ثم الثالثة، وهكذا حتى جاءت السابعة بقيادة ملك فرنسا موجهةً إلى مصر، فتصدى لهم المجاهدون قرب المنصورة، وألحقوا بهم هزيمة ساحقة، بلغ فيها عدد القتلى من الصليبيين ثلاثين ألفاً، أما الأسرى فحدث ولا حرج والحمد لله. والحملة الثامنة توجهت نحو المغرب ونزل في تونس، وبعد أربعة أشهر نزل وباء قضى على أكثر الجيش الصليبي والحمد لله.
لقد أشرقت شمس الرسالة على أهل الأرض ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت لهم سراجاً منيراً، فأنعم الله بها عليهم نعمة لا يستطيعون لها شكوراً، وأهل الكتاب وقتئذ مترقبون ينتظرون، فلما أشرقت من مكة شمس الرسالة ببعثة محمد بن عبدالله الهاشمي، كفروا بها وجحدوها إلا قليلاً منهم، وكانوا هم أولى باتباع النبي لما يجدونه مكتوباً عندهم في كتبهم، قال الله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل). وخص الله سبحانه أهل الكتاب من اليهود والنصارى بدعوة خاصة فقال تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم) فناداهم بـ(يا أهل الكتاب) تشريفاً وتكريماً، وليكون ذلك أدعى لقبول ما جاء به محمد ، فكان منهم من أسلم فسلِم، وآمن فأمِن، وكُتب له الأجر مرتين، وكان منهم من أخذه الكبر والحسد فكفر وجحد ومع ذلك أقرهم الإسلام على دينهم، وأذن للمسلمين في الإحسان إليهم، وعَصَم دماءهم وأموالهم، وحفِظ لهم حقوقهم وأبقاهم بين المسلمين رجاء الخير لهم بإسلامهم وإيمانهم. فكان الإسلام عليهم نعمة والمسلمون لهم رحمة. إن أهل الكتاب ما نعموا بعدل ولا سعدوا بأمن إلا تحت حكم المسلمين وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة: من ذلك أنه لما انسحب أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه من حمص بعد أن فرض عليها الجزية بكى النصارى في حمص وقالوا: "يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم وإن كانوا على ديننا، أنتم أوفى لنا وأرأف بنا وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا ولكنهم - أي الروم - غلبونا على أمرنا وعلى منازلنا". هكذا كان الإسلام لهم، وهكذا أَمَرَ الله ورسوله المسلمين أن يكونوا لهم. وفي مقابل هذا البر والإحسان والرحمة والإنعام كيف كان أهل الكتاب للمسلمين؟. إن تاريخ النصارى في التعامل مع المسلمين تاريخ أسود كله.
كانت الحرب الصليبية الأولى عام 489هـ بقيادة بطرس الناسك بتحريض من رجال الدين لاحتلال بيت المقدس، ثم جاءت الحرب الصليبية الثانيه عام 541هـ بقيادة ملك ألمانيا، والثالثة كانت عام 585هـ بقيادة ريشارد قلب الأسد ملك انكلترا، وفيليب ملك فرنسا بحجة استعادة بيت المقدس بعد الانتصارات التي حققها البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي، ثم كانت الحرب الصليبية الرابعة عام 594هـ بقيادة أمراء فرنسيين انتهت بالفشل، أما الحرب الصليبية الخامسة فكانت عام 615هـ، ثم السادسة عام 625هـ بقيادة ملك ألمانيا انتهت بتسليم بيت المقدس إلى الصليبيين، والحرب الصليبية السابعة كانت عام 637هـ، أما الحرب الصليبية الثامنة فهي الهجمة الصليبية مع بداية القرن المنصرم والتي من خلالها تم تدمير الخلافة الإسلامية وتفكيك العالم الإسلامي إلى دويلات متفرقة وجثوم الصليبين على قلب العالم الإسلامي، ومن ثم تسليم فلسطين لأخوان القردة والخنازير، وفيها ركل القائد الانكليزي قبر صلاح الدين وقال قولته المشهورة: "ها قد عدنا يا صلاح الدين". قالها بعد سبعمائة سنه من آخر حملة. وقد ذكر بعض المؤرخين المعاصرين أن الحرب الصليبية التاسعة والتي كانت عام 1422هـ هي الهجوم على بلاد الأفغان. وهناك من يقول بأن العاشرة قد دقت طبولها في العراق، وأن الحروب الصليبية لم تنته بعد.
إن الدول الغربية تفتعل أي سبب لكي تضرب أية دولة أو لتشن حرباً صليبية جديدة، حالهم في ذلك حال ذلك الذئب الذي كان يشرب من أحد الأنهار، فأبصر حملاً فطمع في افتراسه، ولكنه أراد أن يراعي شريعة الغاب حتى يكون افتراسه موافقاً لقرارات الأمم المتحدة، فيبدأ بتقديم مسوّغ لافتراس ذلك الحمل يقنع به باقي الوحوش! فما إن رأى الحمل يجترّ بفمه، حتى بادره قائلاً: أتهزأ بي لا أبا لك! قال الحمل: أبداً، إنما اجترُّ بعض الطعام. قال: فلماذا كدرت عليّ ماء النهر أثناء شربي؟. قال الحمل: وكيف وأنت أعلى النهر وأنا أسفله. قال: إذاً أنت الذي قتلت أبي في العام الماضي! قال الحمل: أبداً، فلم أولد إلا قبل أشهر! قال: فأبوك إذاً هو الذي قتله!. ثم هجم عليه وافترسه!. هكذا يتعامل الغرب اليوم مع الشعوب المسلمة لكي يغطوا عورتهم في الحرب الصليبية الجديدة.
إننا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكون في هذه الحملات الصليبية من المحن المحملة بالمنح، وأن يصدق فيها قول الله تعالى: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)، ولعلها تكون كذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى: أن تكون موقظة للأمة من غفلتها: فإن الأمة تعاني من أمراض عظيمة، من حب الدنيا، وكراهة الموت، والابتعاد عن الشرع، والخلود إلى الأرض، فأعجزها ذلك عن الحراك، وسلط عليها الكفار من كل جنس، وعلاجها والله أعلم لا يكون إلا بصدمات قوية متتابعة، بقوة ما هي عليه من مرض، فلعل هذه الحملات الصليبية تحمل بين أظهرها علاج هذه الأمة فتجعلها تفيق من غفلتها، وتنهض من كبوتها، وقد رأينا كيف كان الاجتياح الشيوعي الأحمر لأفغانستان قبل أكثر من عشرين سنة من أعظم أسباب إحياء شعيرة الجهاد في سبيل الله بين المسلمين في العصر الحاضر، وما يدريك أن حملة بني الأصفر الحالية على المنطقة أن تحيي الجهاد في هذه المنطقة أيضاً ويحصل ما كان يخشاه الغرب، وتوقظ قلوب المسلمين، وتكون طريقاً لإظهار الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون، وما ذلك على الله بعزيز.
الناحية الثانية: أن تكون طريقاً لنهاية بعض الدول التي تُسمى بالدول العظمى، إنها تمر الآن بأزمات اقتصادية متتابعة خانقة، ولو تورطوا بحملة صليبية جديدة، فإن ذلك يحتاج إلى ميزانية ضخمة، بالإضافة إلى ما يسببه الاعتداء على مناطق النفط من أزمات عالمية ستتضرر منها هذه الدول، وهذا يؤذن بأفول نجم هذه الدولة بحول الله وقوته، إذ إن قوامها قائم على الاقتصاد، والتاريخ الحديث فضلاً عن القديم يشهد لذلك، فأين هي الاتحاد السوفيتي الآن بعدما تورطت في دخولها بلاد الأفعان.
أما نحن المسلمين فإننا مأمورون أيام الفتن بتقوى الله سبحانه والرجوع إليه، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والاهتمام بأصل الدين ولبه توحيد الله وتعلمه وتعليمه، ودعوة الناس إليه، وهجر الشرك كله صغيره وكبيره، وتحذير الناس منه، والتمسك بالسنة واتباعها، والحذر من البدع وأهلها، والمعاصي والتحذير منها، والبراءة من الكفر وأهله، فإن هذه الأمور من أعظم أسباب النصر قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم).
في الثاني والعشرين من إبريل عام 1993م لم يكن مضى على استلام الرئيس الأمريكي "بل كلينتون" للحكم أكثر من ثلاثة أشهر، حين أقام احتفالاً في العاصمة الأمريكية بمناسبة افتتاح متحف المحرقة اليهودية وبحضور عدد من رؤساء أوروبا بشرقها وغربها، وقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني الهالك "رابين" في ذلك الحفل خطيباً وقال: "إننا لسنا متأكدين بعدُ من أن الرئيس كلينتون وفريقه يدركان تماماً خطر الأصولية الإسلامية والدور الحاسم لإسرائيل في محاربتها، إن مقاومتنا ضد الإرهابيين المسلمين القتلة مقصود منها إيقاظ العالم الذي يرقد في سبات عميق على حقيقة أن هذا خطر جاد وحقيقي يهدد السلام العالمي".
إن من صور الحروب الصليبية الجديدة، تعاون أوربا النصرانية مع الصهيونية، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل، فقد التقت مصلحة الصليبيين مع مصلحة الصهاينة من أجل تمزيق وحدة العالم الإسلامي بغرس النبتة الغريبة المسمى بإسرائيل في فلسطين، لتفصل بين مصر وشمالي أفريقيا عن بلاد العرب في آسيا، وحتى لا يفكر المسلمون بالعودة إلى مجاهدة الغزاة المستعمرين وطردهم من بلادهم. لقد احتضنت بريطانيا الحركة الصهيونية منذ بداية القرن العشرين ووافقت على تسليم فلسطين صافية إلى اليهود، لقد التقت المصالح القومية لبريطانيا مع الخلفية التوراتية لكثير من سكانها النصارى ذوي المنطلقات الأصولية التوراتية لتبني الكيان الصهيوني في فلسطين. وفعلاً سلمتها بريطانيا لليهود عام 48م بعد أن اطمأنت إلى قوتهم، ومن ثم أسرعت كل من أمريكا وروسيا واعترفتا بدولة إسرائيل، وأخرجوا المسلمين من ديارهم وألقوا بهم لاجئين خارج وطنهم ليعيشوا في الخيام. إنها حرب صليبية.
ومما يدعم الحرب الصليبية دور الولايات المتحدة في حماية إسرائيل: فها هي تستلم حماية إسرائيل وتمدها بالمال والسلاح وتسخر هيئة الأمم لمصلحة الصهاينة المعتدين. والاتجاه القومي في الولايات المتحدة في العصر الحديث يتلخص في اعتقاد النصارى الإنجيليين التوراتيين بأن أرض فلسطين هي أرض الميعاد، وسوف تكون عليها المعركة الكبرى الفاصلة، وأنها ستكون معركة نووية تكون نهايتها دمار العالم وانهيار حضارته، ويعتقد هؤلاء أن نهاية المعركة ستكون انتصاراً للنصارى وتدميراً كاملاً للمسلمين. يؤمن بهذا الوعد المحرّف سبعة من رؤساء الولايات المتحدة الذين جاءوا قبل بوش الأب. ويعتقدون أن أرض فلسطين هي الأرض الموعودة لليهود، وأن الواجب الديني يقتضي تحقيق هذا الوعد، وهو وعد محرف عندنا ولا شك، لأنهم سيكونون من جنود المسيح الدجال، وسوف يقتلهم المسلمون بقيادة عيسى عليه السلام تحقيقاً لا تعليقاً.
ولا أظن أن أحداً نسي ما حصل من مذابح في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وجنين وباقي المخيمات الفلسطينية. أما مذبحة المسجد الإبراهيمي فقد حصد المجرمون عشرات المصلين وهم ركع سجود في شهر رمضان المبارك من عام 1414هـ، كل ذلك يتم تحت مظلة النظام العالمي الجديد الذي يغض الطرف عن هذه المجازر وعن مثيلاتها في كشمير والفلبين والصومال وأرتريا وأفغانستان والشيشان والعراق وغيرها.
وأما ما حصل من حرب صليبية في البوسنة، فأمر كشف أشياء وأشياء عن أحقاد القوم، وبانت سوءة الغرب في تلك الحرب التي فاقت وحشية المغول والتتار، فقد عذبوا أئمة المساجد، وطالبوهم بالكفر بالإسلام والإيمان بالنصرانية، وأجبروا كثيراً من المسلمين في مخيمات الأَسْر على أكل لحم الخنـزير، وكان الإعدام الجماعي من سمات وحشيتهم، شمل ذلك الرجال والأطفال والنساء، بل كانوا يستنـزفون دماء المسلمين لإمداد الصرب الجرحى بالدم المسلم. وكانت جائزة كل صربي يَقتل مسلماً ما يعادل 300 جنيه استرليني. وأما اغتصاب المسلمات العفيفات فأمر يندى له الجبين. وبلغ عدد اللاجئين الهاربين من هذه الوحشية أكثر من مليونين ونصف تلقفتهم الأيدي بين قابل ورافض. ولم يعرف العالم الأوربي لذلك مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية. إن مسلسل الإجرام الصليبي واحد لا يتغير مع توالي القرون، ومنذ عهد مجازر الحملات الصليبية الأولى، مروراً بمحاكم التفتيش ومجازر البوسنة وانتهاءً على آخر الحروب الصليبية هذه الأيام التي ما زالت في علم الغيب، نسأل الله تعالى أن يكفي بلاد المسلمين شرها.
في بداية حرب البوسنة صرح وزير الإعلام الصربي قائلاً: "نحن طلائع الحروب الصليبية الجديدة" وهذه المقولة شبيهة بمقولة سمعها العالم قبل مدة نطق بها كبيرهم الذي علمهم السحر، فما أشبه الليلة بالبارحة.
قال الرئيس الفرنسي السابق عند زيارته لمطار سرايفو: "لن أسمح بقيام دولة أصولية إسلامية في أوربا".
وأما موقف بريطانيا فكما هو واضح الآن، فقد كان واضحاً أيضاً في الحرب الصليبية البوسنية فقد قال رئيس وزرائهم: "إن الهدف النهائي لنا هو تقسيم البوسنة، ومنع قيام الدولة الإسلامية في أوربا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نسمح به أبداً".
وهل يشك عاقل أن حصار غزة منذ عدة أشهر، صورة من صور الحرب الصليبية الجديدة. تلك الحملة التي خَطط لها ورتب فصولها أعداء هذا الدين من المحافظين الجدد، وساسة البيت الأبيض، بالتعاون مع إخوانهم الصهاينة المستعمرين لأرض فلسطين. فقد نشرت وكالات الأبناء قبل أحداث غزة العديد من التقارير التي تحدثت عن مخطط أمريكي صهيوني يهدف إلى عزل غزة عن بقية أرض فلسطين المحتلة، وممارسة الحصار عليها بشتى أنواعه وأشكاله، وتقسيم البلاد هناك إلى معسكرين أحدهما ينعم بالمساعدات الدولية وبالرخاء والأمن وعدم ملاحقة القاطنين فيه، والآخر يُحاصر ويمنع من المعونات ويعزل سياسياً، تمهيداً لتصفية حركات الجهاد ورجال المقاومة الشريفة الذين يرابطون في ذلك الثغر العظيم. ولم يعد هذا الأمر سراً، بعدها بدأت طلائع تلك الحرب الظالمة تبدو للعيان، وشاهد العالم الغارات تلو الغارات، ومارسوا بحقهم أقسى أنواع العزل والحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وتخرج الطائرات الصهيونية لتغتال من تشاء من أبناء تلك البقعة المباركة، ويستمر مسلسل التجويع وقطع المعونات ومنع التعاملات المالية، حتى وصل الحال بإخواننا هناك إلى وضع مأساوي عظيم، إذ عُدمت الأغذية، وانقطعت الأدوية، وحل البلاء، ونزل الكرب، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم.
إنها صورة من صور الحرب الصليبية في صورة حصار إرهابي مقرف، لا تزال تفرضه المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية وطواغيت البيت الأبيض على مليون ونصف مليون من أهلنا في قطاع غزّة الصابرة الصامدة. وسيبقى هذا الحصار وصمة عار أبدية لا تُمحى عن جبين المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية وعن جبين طواغيت البيت الأبيض وعن جبين المارقين والانتهازيين من المطبّلين والمزمّرين الذين باتوا يردّدون هتافات الذلّ والعار والخزي والمهانة تأييداً لهذا الحصار. وسيبقى هذا الحصار لطخة سوداء بحجم الجبل في جبين هيئة الأمم المتحدة التي باتت تستقوي على الضعفاء فتحتلّ أرضهم في السودان باسم حلّ مشكلة اللاجئين في دارفور، وتحتلّ أرضهم في الصومال باسم التصدّي لمد الإرهاب الإسلامي، وتحتلّ أرضهم في أفغانستان باسم محاربة قوى الشرّ، وتحتلّ أرضهم في العراق باسم تصدير الديمقراطية، وكلها في حقيقتها حرب صليبية.
مرة أخرى: هل نحن مدركون لهذا الواقع؟ وهل نحن على وعي تام لما يراد بنا ولنا؟ وهل نحن على مستوى هذه التحالفات؟.

والحمد لله أولاً وآخراً ..


احمد فتحى
الفرقه الثالثه/ تاريخ
احمد فتحى
احمد فتحى

المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى