التعليم بين الرغبه والرهبه
صفحة 1 من اصل 1
التعليم بين الرغبه والرهبه
كيف نجعل التعليم عملية مرغوباً بها لدى الطلبة؟
em_7amada@yahoo.com محمد أحمد حسن
دعنا ننحى منحى المتسائل عن كيفية جعل التعليم عملية مرغوباً بها لدى الطلبة، وأهم المنطلقات التي من خلالها نستطيع أن نبني علاقة تبادلية قائمة على أساس التعاون والرغبة المشتركة بين المعلم والطلبة من جهة، والطلبة وأنفسهم من جهة أخرى.
فلا يخفى على أحد منا أن الرغبة تحدوها الدافعية الذاتية إلى الشيء الأفضل، وأن الميول الإنسانية هي الدافع الرئيس لبناء السمة النفسية لدى الإنسان من حب، وكره، ورغبة، وعدم رغبة، ومن هذا المنطلق يجب التفكير لبرهة صغيرة بالأمور التي تدفع الطلبة إلى حب التعليم والرغبة فيه، والأمور التي تنفر الطلبة وتجعلهم يعزفون عنه.
لقد كانت مثل هذه الأسئلة محيرة بالنسبة إليَّ أثناء خوضي تجربة التعليم للمرة الأولى، لكن ذلك دفعني للتفكير بجدية للبحث والاستقصاء عن هذه الأمور، التي تمثل المحور الذي يعيق العملية التربوية. وقد وضعت يدي على بعض الأسباب التي تدفع الطلبة إلى مثل هذا العزوف وعدم الرغبة في التعليم، فكيف نستطيع أن ننطلق إلى تعليم جاد تسوده الرغبة يكون مرغوباً لدى الطلبة؟
وقد عزا بعض المربين الذين قمت بالإطلاع على آرائهم أمثال الأستاذ صلاح حمدان المرشد التربوي في مدرسة ارتاح الثانوية عن أسباب هذا العزوف، وعدم الرغبة في التعليم، حيث أجملها فيما يلي:
1. الوضع السياسي المتمثل في الانتفاضة الأخيرة وانتشار الجرائم، حيث أن هذا الوضع السيئ خلق عند الطالب عدم الرغبة في التعليم.
2. الوضع الاقتصادي للأسر الفلسطينية، حيث أن معظمها يعيش تحت خط الفقر بسبب الأوضاع الراهنة، الذي بدوره يؤثر سلباً على الطلبة، ويؤدي إلى عدم اكتراث الأهل بالجانب التعليمي لأبنائهم، وصب جام اهتمامهم على توفير لقمة العيش لهم، ما يؤدي إلى خلق الجو المناسب لانحراف أبنائهم وابتعادهم عن التعليم.
3. صعوبة المنهاج، وعدم مراعاته للفروق الفردية، وكثرة التشعيب في بعض المواد، ما يؤدي إلى إثقال كاهل الطالب في تحمل مثل هذه المسؤولية التي تسبب في بعض الأحيان التشتيت والجمود الفكري لدى بعض الطلبة.
4. عدم فهم بعض المعلمين لرسالتهم التربوية، فيمكن اعتبار المعلم عائقاً أمام الطلبة، حيث يعكس عدم اهتمامه بالعملية التربوية جانباً من التأثير السلبي عند الكثير من الطلبة، فيصرفهم عن التفكير بالتعليم، ولا ننسى أيضاً أن التصرفات غير التربوية من قبل المعلم مثل: التمييز بين الطلبة، والاهتمام ببعضهم على حساب الآخرين، قد يدفعانهم إلى النفور من المعلم بشكل خاص، والتعليم بشكل عام، وهذا ما أكده بعض الطلبة أثناء حواري معهم، والاطلاع على آرائهم. ولا يخفى على أحد أن حب المادة التعليمية نابع من حب الطلبة للمعلم، ولو كانت المادة جامدة وصعبة.
وبتقديري المتواضع، فإن المعلم الناجح هو المعلم الذي يستطيع أن يشد الطلبة إليه قدر الإمكان من خلال التعرف إلى حاجاتهم، واتباع الطرق التربوية في إعطاء الحصص، وكسر الجمود لديهم، ومعالجة المشاكل التي يمكن أن يفتعلها بعض الطلبة بحذق ومهارة تربوية. وعلينا كمعلمين أن نفكر في التعليم بدءاً بالطلاب، فنحن نفحص عملية نقل المعلومات والمهارات وتطوير المواهب لديهم. بسؤال أنفسنا ما هي أحسن طريقة لتعليم الطلاب إذا ما وضعنا في اعتبارنا ما تم تدريسه، وخصائص الطلاب واحتياجاتهم، وكذلك قدراتهم واستعدادهم لتقبل المعلومة؟ ولو عمد كل مدرس إلى سؤال نفسه بمثل هذه الأسئلة، سيكون لدينا عندئذ أجندة واضحة حول كيفية تلبية احتياجات المتعلم، والمضي قدماً في زرع بذور الرغبة لديهم في التعليم والتعلم.
5. الوضع الاجتماعي للخريجين الجدد، والسلبيات التي تندرج تحت مفهوم العاطلين عن العمل، ما يدفع الطلبة إلى التفكير الخاطئ بترك المدرسة، والعمل خارج أسوارها؛ لأن قناعتهم أصبحت غارقة في دوامة التشاؤم من المستقبل المجهول، والحصول على وظيفة يعتاش منها.
بيد أن هنالك العديد من المشاكل الأخرى التي لا يمكن حصرها في هذا المقام لكثرتها، ونحن الآن بصدد ذكر الأمور التي يمكن أن تعمل على تقريب المتعلم من عملية التعليم، وبعث الرغبة في أوصاله، لهذا يجب التركيز على المقومات الآتية:
> التنشئة المتدرجة: تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد، قال تعالى: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" (آل عمران). فتربية الطالب وتنشئته على المبادرة لطلب العلم يفضي به إلى الاهتمام والسعي الدؤوب والمتواصل لنيل القسط الوافر من التعليم. فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب)، والسعي إلى تقويم الخطأ والرد إلى الصواب، وذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً، ولا تعجل، فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع.
> ترك زمام المبادرة للطالب لكي يقوم بتقويم الأخطاء التي يقوم بارتكابها بنفسه، وعدم مقابلة الأخطاء بالطرق الخاطئة مثل الضرب.
> معاملة الطلبة بالثقة والتقدير والتقبل من قبل المعلمين، وإشعارهم بمدى أهميتهم بالنسبة إليهم، وبثقتهم بهم، فإن شخصيتهم تتحدد بحسب ما يسمعون من أوصاف يوصفون بها، فإذا كنت تصفهم دائماً بالذكاء، فإنك ستجدهم أذكياء، وإن كنت تنعتهم بالغباء فإن ذلك سينعكس عليهم سلباً ويتمثل بعدم الرغبة في التعليم، فنظرتك لهم سوف تجد لها وقعاً بفعل الإيحاء النفسي، فثق دائماً بقدراتهم ولا تحطمها - بقلة الثقة بهم- قبل أن يبرزوها للوجود، حتى يتكون لديهم مفهوم جيد وإيجابي، ولكن لا تكن مفرطاً في الثقة! واعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذواتهم بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة.
> إفساح المجال أمام الطلبة للتعبير عن آرائهم الشخصية، وأخذها على محمل الجد، والعمل على دعمها وكسر حالة الجمود لديهم.
> العمل على تجديد التعليم وتطويره من خلال برامج عديدة، يجيء في مقدمتها الاعتماد على مناهج تم تحديثها بإدخال مصادر التعلم والحاسوب والمختبرات العلمية، ووضع اللبنات الأساسية لهذه الطفرة التطويرية في مجال التعليم، بالابتعاد عن نظام الامتحانات التقليدية واللجوء إلى الامتحانات العملية.
> تفعيل الدور الإعلامي مثل المحطات المحلية والصحف في تبيان أهمية التعليم، وبث الوعي.
> عقد اجتماعات دورية لأولياء الأمور وأبنائهم مع معلمي المدرسة لمدارسة أهم العقبات التي تواجه أبنائهم بالإفصاح عنها من قبلهم، والوقوف عليها ومحاولة حلها بطرق تربوية.
> مساعدة المدرسة كمؤسسة تعليمية في تحقيق وظيفتها الاجتماعية والتربوية، وجعل الطلبة يتقربون منها بالارتكاز على مجموعة من الأسس والمقومات التي يمكن الإشارة إليها فيما يلي:
1. الأهداف التعليمية، ويقصد بها الأهداف التي تسعي المدرسة إلى تحقيقها، علماً بأن لكل مرحلة تعليمية أو نوع من التعليم أهدافه التي تتفق مع احتياجات المجتمع من جهة، وإلى قدرات المتعلم من جهة أخرى.
2. احتياجات المتعلم:
< مجموعة المعارف والمعلومات والمهارات التي يحتاج المتعلم إلى اكتسابها كي يصل إلى المستوي التعليمي الذي تتطلبه احتياجات المرحلة التعليمية التي يجتازها.
< مجموعة البرامج من أنشطة وخدمات صحية وغذائية وترفيهية ونفسية واجتماعية.
3. المعلم، وهو المتخصص في إيصال المعلومات والمعارف والخبرات التعليمية للمتعلم، وذلك باستخدام وسائل وأساليب فنية تحقق الاتصال.
4. الإمكانيات المادية، وهي الوسائل اللازمة لقيام العملية التعليمية من مبنى، وكتاب، ووسائل معينة؛ مختبرات، حجرات دراسية، ملاعب ... الخ. لذلك، لا بد أن يتطور مفهوم التعليم من مجرد الدرس والتحصيل للحصول على شهادة إلى اعتبار التعليم محوره الإنسان، كونه عضواً في مجتمع يجب الاهتمام به من خلال مراحل تعليمية في الجوانب النفسية، والاجتماعية، والخلقية، والجسمية، والعقلية، حتى يتحقق تكامل متزن بين هذه الجوانب. كما يجب أن يتوجه التعليم لتحقيق المبادئ الديمقراطية حتى يسبغ علية الصفة الإنسانية، ويصبح التعليم حقاً لكل فرد بغض النظر عن مستواه الاجتماعي والاقتصادي. أما إذا اتسم التعليم بتقليدية التدريس، وعدم كفاءة المعلمين، وعدم كفاية الخدمات التعليمية الأخرى، وتقليدية المناهج وسطحية محتواها، فإن هذه السمات غير قابلة للاستثمار الوظيفي، وبذلك تفقد كل مقومات التعليم القائم على التحليل، والاستنتاج، والنقد، والتفسير، والتساؤل، وتصبح المعلومات منعزلة عن الحياة وقضاياها، ولا تعطي المجال أمام المشاركة في بناء المعرفة.
فالهدف من التعليم بنظري هو تحسين العملية التربوية من أجل تحقيق درجة أعلى من جودة مخرجاتها التعليمية في المستقبل القريب، ذلك أنه يتيح للطلاب فرصاً أوسع لاكتساب المهارات والمعارف الأساسية التي تُهيئهم لمواجهة الحياة بعقلية مستنيرة وكفايات مناسبة، لاسيما أنه يعتمد على مناهج تم تحديثها بإدخال مصادر التعلم، والحاسوب، والمختبرات العلمية، الأمر الذي يبشر بنتائج طيبة يمكن تحقيقها.
وفي النهاية، أرجو أن أكون قد وفقت في الكشف عن بعض الأسباب التي تؤدي إلى العزوف وعدم الرغبة في التعليم، وتوضح بعض المنطلقات التي نستطيع من خلالها -قدر الإمكان- أن نوصل الطالب إلى بر الأمان، وجعله يتقدم في العلم بناء على رغبة داخلية في نفسه كما يراها هو وليس كما نراها نحن.
محمد أحمد حسنem_7amada@yahoo.com
em_7amada@yahoo.com محمد أحمد حسن
دعنا ننحى منحى المتسائل عن كيفية جعل التعليم عملية مرغوباً بها لدى الطلبة، وأهم المنطلقات التي من خلالها نستطيع أن نبني علاقة تبادلية قائمة على أساس التعاون والرغبة المشتركة بين المعلم والطلبة من جهة، والطلبة وأنفسهم من جهة أخرى.
فلا يخفى على أحد منا أن الرغبة تحدوها الدافعية الذاتية إلى الشيء الأفضل، وأن الميول الإنسانية هي الدافع الرئيس لبناء السمة النفسية لدى الإنسان من حب، وكره، ورغبة، وعدم رغبة، ومن هذا المنطلق يجب التفكير لبرهة صغيرة بالأمور التي تدفع الطلبة إلى حب التعليم والرغبة فيه، والأمور التي تنفر الطلبة وتجعلهم يعزفون عنه.
لقد كانت مثل هذه الأسئلة محيرة بالنسبة إليَّ أثناء خوضي تجربة التعليم للمرة الأولى، لكن ذلك دفعني للتفكير بجدية للبحث والاستقصاء عن هذه الأمور، التي تمثل المحور الذي يعيق العملية التربوية. وقد وضعت يدي على بعض الأسباب التي تدفع الطلبة إلى مثل هذا العزوف وعدم الرغبة في التعليم، فكيف نستطيع أن ننطلق إلى تعليم جاد تسوده الرغبة يكون مرغوباً لدى الطلبة؟
وقد عزا بعض المربين الذين قمت بالإطلاع على آرائهم أمثال الأستاذ صلاح حمدان المرشد التربوي في مدرسة ارتاح الثانوية عن أسباب هذا العزوف، وعدم الرغبة في التعليم، حيث أجملها فيما يلي:
1. الوضع السياسي المتمثل في الانتفاضة الأخيرة وانتشار الجرائم، حيث أن هذا الوضع السيئ خلق عند الطالب عدم الرغبة في التعليم.
2. الوضع الاقتصادي للأسر الفلسطينية، حيث أن معظمها يعيش تحت خط الفقر بسبب الأوضاع الراهنة، الذي بدوره يؤثر سلباً على الطلبة، ويؤدي إلى عدم اكتراث الأهل بالجانب التعليمي لأبنائهم، وصب جام اهتمامهم على توفير لقمة العيش لهم، ما يؤدي إلى خلق الجو المناسب لانحراف أبنائهم وابتعادهم عن التعليم.
3. صعوبة المنهاج، وعدم مراعاته للفروق الفردية، وكثرة التشعيب في بعض المواد، ما يؤدي إلى إثقال كاهل الطالب في تحمل مثل هذه المسؤولية التي تسبب في بعض الأحيان التشتيت والجمود الفكري لدى بعض الطلبة.
4. عدم فهم بعض المعلمين لرسالتهم التربوية، فيمكن اعتبار المعلم عائقاً أمام الطلبة، حيث يعكس عدم اهتمامه بالعملية التربوية جانباً من التأثير السلبي عند الكثير من الطلبة، فيصرفهم عن التفكير بالتعليم، ولا ننسى أيضاً أن التصرفات غير التربوية من قبل المعلم مثل: التمييز بين الطلبة، والاهتمام ببعضهم على حساب الآخرين، قد يدفعانهم إلى النفور من المعلم بشكل خاص، والتعليم بشكل عام، وهذا ما أكده بعض الطلبة أثناء حواري معهم، والاطلاع على آرائهم. ولا يخفى على أحد أن حب المادة التعليمية نابع من حب الطلبة للمعلم، ولو كانت المادة جامدة وصعبة.
وبتقديري المتواضع، فإن المعلم الناجح هو المعلم الذي يستطيع أن يشد الطلبة إليه قدر الإمكان من خلال التعرف إلى حاجاتهم، واتباع الطرق التربوية في إعطاء الحصص، وكسر الجمود لديهم، ومعالجة المشاكل التي يمكن أن يفتعلها بعض الطلبة بحذق ومهارة تربوية. وعلينا كمعلمين أن نفكر في التعليم بدءاً بالطلاب، فنحن نفحص عملية نقل المعلومات والمهارات وتطوير المواهب لديهم. بسؤال أنفسنا ما هي أحسن طريقة لتعليم الطلاب إذا ما وضعنا في اعتبارنا ما تم تدريسه، وخصائص الطلاب واحتياجاتهم، وكذلك قدراتهم واستعدادهم لتقبل المعلومة؟ ولو عمد كل مدرس إلى سؤال نفسه بمثل هذه الأسئلة، سيكون لدينا عندئذ أجندة واضحة حول كيفية تلبية احتياجات المتعلم، والمضي قدماً في زرع بذور الرغبة لديهم في التعليم والتعلم.
5. الوضع الاجتماعي للخريجين الجدد، والسلبيات التي تندرج تحت مفهوم العاطلين عن العمل، ما يدفع الطلبة إلى التفكير الخاطئ بترك المدرسة، والعمل خارج أسوارها؛ لأن قناعتهم أصبحت غارقة في دوامة التشاؤم من المستقبل المجهول، والحصول على وظيفة يعتاش منها.
بيد أن هنالك العديد من المشاكل الأخرى التي لا يمكن حصرها في هذا المقام لكثرتها، ونحن الآن بصدد ذكر الأمور التي يمكن أن تعمل على تقريب المتعلم من عملية التعليم، وبعث الرغبة في أوصاله، لهذا يجب التركيز على المقومات الآتية:
> التنشئة المتدرجة: تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد، قال تعالى: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" (آل عمران). فتربية الطالب وتنشئته على المبادرة لطلب العلم يفضي به إلى الاهتمام والسعي الدؤوب والمتواصل لنيل القسط الوافر من التعليم. فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب)، والسعي إلى تقويم الخطأ والرد إلى الصواب، وذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً، ولا تعجل، فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع.
> ترك زمام المبادرة للطالب لكي يقوم بتقويم الأخطاء التي يقوم بارتكابها بنفسه، وعدم مقابلة الأخطاء بالطرق الخاطئة مثل الضرب.
> معاملة الطلبة بالثقة والتقدير والتقبل من قبل المعلمين، وإشعارهم بمدى أهميتهم بالنسبة إليهم، وبثقتهم بهم، فإن شخصيتهم تتحدد بحسب ما يسمعون من أوصاف يوصفون بها، فإذا كنت تصفهم دائماً بالذكاء، فإنك ستجدهم أذكياء، وإن كنت تنعتهم بالغباء فإن ذلك سينعكس عليهم سلباً ويتمثل بعدم الرغبة في التعليم، فنظرتك لهم سوف تجد لها وقعاً بفعل الإيحاء النفسي، فثق دائماً بقدراتهم ولا تحطمها - بقلة الثقة بهم- قبل أن يبرزوها للوجود، حتى يتكون لديهم مفهوم جيد وإيجابي، ولكن لا تكن مفرطاً في الثقة! واعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذواتهم بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة.
> إفساح المجال أمام الطلبة للتعبير عن آرائهم الشخصية، وأخذها على محمل الجد، والعمل على دعمها وكسر حالة الجمود لديهم.
> العمل على تجديد التعليم وتطويره من خلال برامج عديدة، يجيء في مقدمتها الاعتماد على مناهج تم تحديثها بإدخال مصادر التعلم والحاسوب والمختبرات العلمية، ووضع اللبنات الأساسية لهذه الطفرة التطويرية في مجال التعليم، بالابتعاد عن نظام الامتحانات التقليدية واللجوء إلى الامتحانات العملية.
> تفعيل الدور الإعلامي مثل المحطات المحلية والصحف في تبيان أهمية التعليم، وبث الوعي.
> عقد اجتماعات دورية لأولياء الأمور وأبنائهم مع معلمي المدرسة لمدارسة أهم العقبات التي تواجه أبنائهم بالإفصاح عنها من قبلهم، والوقوف عليها ومحاولة حلها بطرق تربوية.
> مساعدة المدرسة كمؤسسة تعليمية في تحقيق وظيفتها الاجتماعية والتربوية، وجعل الطلبة يتقربون منها بالارتكاز على مجموعة من الأسس والمقومات التي يمكن الإشارة إليها فيما يلي:
1. الأهداف التعليمية، ويقصد بها الأهداف التي تسعي المدرسة إلى تحقيقها، علماً بأن لكل مرحلة تعليمية أو نوع من التعليم أهدافه التي تتفق مع احتياجات المجتمع من جهة، وإلى قدرات المتعلم من جهة أخرى.
2. احتياجات المتعلم:
< مجموعة المعارف والمعلومات والمهارات التي يحتاج المتعلم إلى اكتسابها كي يصل إلى المستوي التعليمي الذي تتطلبه احتياجات المرحلة التعليمية التي يجتازها.
< مجموعة البرامج من أنشطة وخدمات صحية وغذائية وترفيهية ونفسية واجتماعية.
3. المعلم، وهو المتخصص في إيصال المعلومات والمعارف والخبرات التعليمية للمتعلم، وذلك باستخدام وسائل وأساليب فنية تحقق الاتصال.
4. الإمكانيات المادية، وهي الوسائل اللازمة لقيام العملية التعليمية من مبنى، وكتاب، ووسائل معينة؛ مختبرات، حجرات دراسية، ملاعب ... الخ. لذلك، لا بد أن يتطور مفهوم التعليم من مجرد الدرس والتحصيل للحصول على شهادة إلى اعتبار التعليم محوره الإنسان، كونه عضواً في مجتمع يجب الاهتمام به من خلال مراحل تعليمية في الجوانب النفسية، والاجتماعية، والخلقية، والجسمية، والعقلية، حتى يتحقق تكامل متزن بين هذه الجوانب. كما يجب أن يتوجه التعليم لتحقيق المبادئ الديمقراطية حتى يسبغ علية الصفة الإنسانية، ويصبح التعليم حقاً لكل فرد بغض النظر عن مستواه الاجتماعي والاقتصادي. أما إذا اتسم التعليم بتقليدية التدريس، وعدم كفاءة المعلمين، وعدم كفاية الخدمات التعليمية الأخرى، وتقليدية المناهج وسطحية محتواها، فإن هذه السمات غير قابلة للاستثمار الوظيفي، وبذلك تفقد كل مقومات التعليم القائم على التحليل، والاستنتاج، والنقد، والتفسير، والتساؤل، وتصبح المعلومات منعزلة عن الحياة وقضاياها، ولا تعطي المجال أمام المشاركة في بناء المعرفة.
فالهدف من التعليم بنظري هو تحسين العملية التربوية من أجل تحقيق درجة أعلى من جودة مخرجاتها التعليمية في المستقبل القريب، ذلك أنه يتيح للطلاب فرصاً أوسع لاكتساب المهارات والمعارف الأساسية التي تُهيئهم لمواجهة الحياة بعقلية مستنيرة وكفايات مناسبة، لاسيما أنه يعتمد على مناهج تم تحديثها بإدخال مصادر التعلم، والحاسوب، والمختبرات العلمية، الأمر الذي يبشر بنتائج طيبة يمكن تحقيقها.
وفي النهاية، أرجو أن أكون قد وفقت في الكشف عن بعض الأسباب التي تؤدي إلى العزوف وعدم الرغبة في التعليم، وتوضح بعض المنطلقات التي نستطيع من خلالها -قدر الإمكان- أن نوصل الطالب إلى بر الأمان، وجعله يتقدم في العلم بناء على رغبة داخلية في نفسه كما يراها هو وليس كما نراها نحن.
محمد أحمد حسنem_7amada@yahoo.com
محمد أحمد حسن- المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 30/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى