social studies netgroup
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وصايا الغزالى لتربية ابنائنا

اذهب الى الأسفل

طرائق تدريس دراسات اجتماعية وصايا الغزالى لتربية ابنائنا

مُساهمة  دكتورة_صفاء الإثنين مايو 19, 2008 2:02 am

بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم- : " إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها".والأمام الغزالى هو أحد فلاسفة المسلمون الذى جمع بين الريادة الفلسفية والموسوعية الفقهية والنزعة الصوفية الروحية ، واتسم بالذكاء وسعة الأفق وقوة الحجة ، وإعمال العقل وشدة التبصر، مع شجاعة الرأي وحضور الذهن، كل ذلك أهّله ليكون رائدا في تلك العلوم المختلفة والفنون المتباينة ؛ فكان الغزالي فيلسوفا وفقيها وصوفيا وأصوليا، يحكمه في كل تلك العلوم إطار محكم من العلم الوافر ، والعقل الناضج ، والبصيرة الواعية والفكر الراشد، فصارت له الريادة فيها جميعا، وأصبح واحدا من أعلام العرب الموسوعيين المعدودين. ولد أبو حامد الغزالي بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي بقرية "غزالة" القريبة من طوس من إقليم خراسان عام (450هـ = 1058م)، وإليها نسب الغزالي ، ورحل إلى نيسابور ، ثم إلى بغداد فالحجاز فبلاد الشام ومصر ، وعاد إلى بلدته فتوفي بها 505هـ - 1111م ، ومن أبرز مؤلفاته " إحياء علوم الدين " وكتب أخرى كثيرة ، وقد ترجم لنفسه في كتابه " المنقذ من الضلال " ، وله " أيها الولد " ، و " تهافت الفلاسفة " 0 وقد عرف مناهج الفلسفة واشتغل بالتدريس ، ورأس المدرسة النظامية في بغداد ، ثم اتجه إلى التصوف والفقه ، واتجه في آخر حياته إلى الحديث ، وترك تراثا صوفيا وفقهيا وفلسفيا كبيرا، ومات وهو يعلن أن عقيدة أهل الحديث هي العقيدة الناجية في الإسلام .
وللغزالى آرائه فى التربية ، حيث يرى أن التربية الخلقية تهدف إلى تحقيق بعض الغايات والأهداف التي تؤدي إلى رفع المستوى الروحي والخلقي والفكري والاجتماعي والسياسي للفرد والمجتمع، ويركز الغزالي في التربية الخلقية على المكونات الرئيسية للنفس الإنسانية وهي: العقل والروح والجسم، وينظر إليها باعتبارها كيانا واحدا متكاملا، ومن ثم جاء تأكيد الغزالي على بعض الأساليب والطرائق التربوية التي تتناول تلك المكونات بشكل متكامل ومتوازن، كالمجاهدة والرياضة لتزكية القلب والروح، والتفكر لتربية العقل، وترقية النفس الإنسانية في مجالات الإدراك، واللعب لتربية الجسم وتنشيط العقل والحواس. وإرضاء الله سبحانه وتعالى: دعا الغزالي إلى توخي إرضاء الله تعالى، وحذر من مطامع الدنيا الفانية، وحث على إحياء الشريعة الإسلامية والتماس رضوان الله تعالى، ولذلك فهو يرى أن من أهداف التربية الخلقية إعداد الإنسان في هذه الحياة الفانية للدار الآخرة الباقية؛ لأن الغاية المثلى للإنسان في هذه الدنيا هي حسن العبودية لله وتمام الطاعة والخضوع له.
وكذا يرى الغزالى أن المعلم الحق هو من يكون مع تلاميذه ، كما يكون مع أبنائه ، يحبهم ، ويخلص في تعليمهم ، وتثقيفهم ، ويرعى أخلاقهم وسلوكهم ، ويزودهم بالمثل العليا التي تفيدهم ، وتفيد الإنسانية منهم . وهو من يعمل بما علم ، قبل أن يدعو الناس إليه . ولا فائدة من علم بلا عمل ، فإذا ترك المعلم ما يرشده إليه علمه، فقد ضل وأضل ، وفقد ثقة الناس به ، ولا يطلب أجراً على التعليم ؛ لأن له عند ربه ثواباً عظيماً ، ولعله يقصد كبار العلماء ، الذين تخلصوا من أعباء الحياة ، فربوا أولادهم ، وتخففوا من متطلبات العيش . ويراعي استعداد المتعلم وميوله ،ويوجهه إلى تعلم العلوم النافعة ،كما يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين . ويشفق على المتعلم ، ويأخذه بالآداب الدينية ، ويحثه على لين الجانب ، والتواضع الكريم . وينشر المبادئ التي تخدم الفرد والمجتمع ، ويحارب تلك التي تضر بهما . وينبه تلميذه دائماً ، إلى أن الغرض من طلب العلم ، القرب من الله لا طلب السلطان والجاه . ويزجر المتعلم عن سوء الخلق ، معرضاً لا مصرحاً ، ناصحاً لا معاتباً . ولا يذم علماًمن العلوم أمام تلاميذه .
كما يؤكد الغزالى على أن المتعلم ينبغى أن يكون طاهر القلب ، صافي النفس ، ليسهل عليه تحصيل العلم ، ويغترب لطلب العلم ، متفرغاً له ، لا يشغله عنه أهل أو وطن ، ويضع العلم مع الحياء والكبر ، إذا تكبر التلميذ على معلمه ، أو زملائه ، وإذا خجل من أن يسأل عما لم يفهمه ، فلن يتعلم . ولا يحفل في أول حياته الدراسية ، باختلاف الآراء في مسائل العلم ، حتى لا تضعف عزائمه ، ولا ينتقل من فن إلى فن ، قبل أن يتقن الفن الأول ، وإذا بدأ في علم أتمه ، ولا خير في نصف متعلم ، ونصف طبيب ، فذلك يفسد الدين . ولا يتخصص إلا بعد أن يكون قد ألم بأكثر العلوم ، لأن العلوم متعاونة ، ويبدأ بتعلم أهم العلوم ، فإن ثمرة علم الطب الحياة الدنيا وثمرة علم الحياة الأخرى ، فعلم الدين أشرف .
ووضع الامام الغزالى وصايا في تربية الأبناء ، منها :
1- أبناؤنا أمانة عندنا: لذا يجب تعويدهم على فعل الخير ، وتنشأته فى بيئه خيره 0
2- التربية السليمة تكمل النقص:إن الطفل الصغير يولد ناقصا والتربية السليمة من والديه هي الوسيلة لتكميل هذا النقص.
3- عالج جموحه بالرياضة: ليفقد طاقته في شيء مفيد ونافع.
4- لنعي فرق المستوى بين الأبناء:يجب أن نراعي أن مستوى كل ابن في الفهم والتحصيل 0
5- تخير الطيب لطفلك:ينبغي تخير ومراقبة من يقوم بحضانة الطفل وإرضاعه..
6- اغرس في نفس طفلك الطيب تجني الطيب:شجع ولدك على تعلم القرآن والأحاديث وحكايات الأبرار
7- ابحث وراء الأصدقاء:أصل تأديب الأبناء الحفظ من قرناء السوء 0
8- قنن رغبات ابنك:كلما كبر فقنن طلباته ولا تجيبها جميعها.
9- قلل من التكاليف والأعبـاء التي تلقيها على ابنك 0
10- وازن بين الفروض والاعباء وبين حاجة طفلك إلى اللعب0
11- امدحه ولا تهتك سره
12- لا تكثر من العتاب 0
13- التوبيخ أحياناً 0
14- لا تكثر من الزجر وتكرار اللوم 0
15- علمه الصبر على الأذى 0
16- علمه قيمة العلم والمعلم 0
17- التعليم مسئولية جسيمة 0
18- وجه أبناءك للخير 0
19- يولد الطفل صحيح الفطرة 0
20- انقش على الحجر 0
وهكذ فقد وضع الامام الغزالى رحمه الله دستورا للمعلم والمتعلم والقائمين على التربية ، يرشدهم إلى أقوم الطرق الفنية ، والوظيفية ، فإذا سار عليه المعلم كان ذلك مفتاحه لنجاحه سواء أثناء تفاعله مع تلاميذ ، أو حتى أثناء تفاعله مع الحياة ، وكذلك إذا عمل بها المتعلم أصبحت بالنسبة له مصباحا يهديه إلى سبيله للنجاح والتفوق ، ويفتح عينيه على ما يأخذ ، وما يدع ، وما يقبل عليه ، وما يعرض عنه ، كما أن هذا الدستور هو منهج ينبغى أن يسير عليه مخططى المناهج عند اختيارهم للمحتوى الدراسى ، والأنشطة التعليمية ، ووسائل التقويم 000000
دكتورة_صفاء
دكتورة_صفاء
Admin

المساهمات : 96
تاريخ التسجيل : 24/12/2007

https://social-studies74.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى