التدريس من منظور معاصر
صفحة 1 من اصل 1
التدريس من منظور معاصر
بسم الله الرحمن الرحيم
التدريس من منظـــور معاصـــر
يعد التدريس عملية تربوية هادفة ، يتم بواسطتها إعداد أبناء الأمة ، وتوجيه نموهم الفكري، والوجداني ، والاجتماعي، والجسمي ، ليصبحوا مؤهلين للقيام بأدوارهم الحياتية المتنوعة . كما أن التدريس هو عملية اجتماعية إنسانية ، تتفاعل فيها كافة الأطراف المعنية بالعملية التربوية من إداريين،وعاملين، ومعلمين، وطلاب، ومشرفين تربويين، بغرض نمو الطالب ، من خلال اختيار المعارف والمهارات والاتجاهات التي تناسبهم ، وتتمشى مع روح العصر ومتطلبات الحياة الاجتماعية . والوقع إننا نعيش اليوم فى عصر متعدد السمات ، فهو عصر المعلوماتية ، وعصر الالكترونيات الدقيقة ، وعصر الجينوم البشرى ، وعصر الربوت ، والفضاء ، وهندسة الوراثة ، والعولمة ، والعقل والعلم ، إنه عصر يتطلب نوعية من البشر ترتقى دوما بالابداع والتجديد ، وتتطلب انسانا قادراً على التحلى بروح العصر ، والتكيف مع متغيراته ، والتحكم فى المستقبل مع المحافظة على قيمه ومعتقداته وهويته ، إنه عصر الابداع ، والمدرسة المبدعة ، والتعليم المبدع ، والقائد المبدع ، والمنهج المبدع ، والمعلم المبدع ، والتلميذ المبدع 0 ومواجهة هذا العصر تتطلب الارتقاء بكافة جوانب وأبعاد العملية التعليمة ، بدءا من المعلم ومقوماته العلمية والاقتصادية والاجتماعية ، والتلميذ بأبعاده الفكرية والمهارية والوجدانية ، والأدوات ، والمبانى بتقنياتها العالمية ذات الجودة العالية 0
وفى ضوء ذلك كان لابد من الاهتمام بالإعداد المهنى للمعلم ، وتفعيل هذا الاعداد من خلال زاوية متطورة لتتلائم مع متغيرات العصر دون اخلال بثوابت الأمة ومعتقداتها 0 بحيث يمتلك الامكانات والقدرات ، التى تمكنه من استثمار طاقات تلاميذه فى التعلم الخلاق والمبدع ، والذى تتأتى ثماره فى صورة نتاجات تعلم راقية وابداعية ، ومن أجل ذلك كان كتاب " رؤى معاصرة فى تدريس الدراسات الاجتماعية " والذى يبين الاساسيات التى ينبغى أن يركز عليها المعلم بوجه عام ، ومعلم الدراسات الاجتماعية على وجه الخصوص ، أثناء تعامله مع تلاميذه داخل الفصل وخارجه ، حتى يمكنه إعداد جيل واع ومستنير من المتعلمين ، قادرا على التعلم الذاتي ، والتفكير المنطقي والتاريخي فيما تفرزه المجتمعات من أحداث ومشكلات على البعدين الزماني والمكاني ، وقادراً على العمل الفريقى التعاوني ، والتصرف وفق القيم التي ينشدها مجتمعه ، ويقوم هذا الكتاب على محورين رئيسيين أولهما هو تحديد جوانب التعلم الرئيسة التى ينبغى أن يركز عليها المعلم ، أما المحور الآخر الذى يؤسس عليه الكتاب فيتمثل فى تحديد الطرائق والأساليب المعاصرة التى يمكن للمعلم أن يستخدمها لتوصيل وتنمية جوانب التعلم 0
فيتعرف المعلم بين طيات هذا الكتاب على أن مسألة تعليم القيـم وتنميتها لدى المتعلم يجب ألا تترك للصدفة والعشوائية ، فهذا يقلل من أهميتها ، ويهدر من فعاليتها ، وإنما يجب أن يتم تعليم القيم بشكل قصدى ، من خلال تهيئة مواقف تعليمية قيمية مخطط لها ، وتشجيع المتعلم على التفكير فى معنى تلك القيم ، وتنمية دوافعه نحو تلك القيم ، ودفعه للسلوك الدائم وفقاً لها ، بحيث تصبح سمة مميزة لسلوكه .كما يتعرف المعلم على أهمية تزويد المتعلم بقاعدة مفاهيمية ، وتدريبه على كيفية بناء المفاهيم وتنظيمها فى ذهنه ، ويتعرف على مهارات التفكير الضرورية اللازمة للمتعلم ، ويدرك أن تنمية مهارات التفكير أصبح ضرورة حياتية يتطلبها العصر الحالي ، فنمط الحياة السريع الذي يشهده العالم اليوم جعل الإنسان في سباق مع نفسه ومع الزمن لتحقيـــق أهدافه ، ومحاولة الوصول إلى هذه الأهداف بأقصر الطرق ، وأصبح التعلم من خلال المحاولــــة والخطأ خرافة لا تتمشى مع متطلبات العصر ، ومن هنا أصبح دور المعلم لتنمية التفكير أمراً ضرورياً ، لمساعدة المتعلم على مواجهة مشكلاته سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي خاصة مع التطورات الحادثة 0
ويعرض الكتاب الأساليب المختلفة التى يجب أن يستخدمها المعلم لتنمية جوانب التعلم سابقة الذكر لدى المتعلم ، ومنها : الألعاب التعليمية بأشكالها المختلفة كالألعاب التمثيلية ، والألعاب الجسمية والحركيـة ، وألعاب حل الألغاز والحروف والكلمات ، وألعاب التدريب على المهارات ، وألعاب المحاكاة ، وألعاب الورق ، والألعاب الدائرية ، والألعاب التنافسية، واللعب الاختراعي والتركيبي 0 وكذا أساليب التعلم التعاونى التى يمكن أن يستخدمها المعلم داخل قاعة الدرس 0 وكذا كيفية استخدام استراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة ، والتى تعتمد على تقديم المعلم لمواقف مشكلة ، تتطلب إيجاد حلول متعددة، وتقييم البدائل ، ووضع نهايات ، كما تتيح للمتعلمين فرصاً للتفكير الناقد ، وتساعدهم على تقديم أفكارهم الإبداعية 0 ويتعرف المعلم على بعض نماذج تدريس المفاهيم كنموذج هيلدا تابا الاستقرائي ، والذى يساعد المعلم على تكوين المفهوم لدى المتعلم ، وتطبيقه فى المواقف المختلفة ، وإدراك علاقة المفهوم بغيره من المفاهيم ، والتوصل إلي مبادئ وتعميمات وتطبيقها ، وكذا خرائط شكل سبعة المعرفى وخرائط المفاهيم ، والتى تمكن المتعلم من بناء المعرفة ( الشبكات العلائقية والهرمية بين المعلومات ) ، وتساعده على إدراك التفاعل بين ما يعرفه وبين المعرفة الجديدة التي يقوم ببنائها ، وتشجع على التعلم ذو المعنى ؛ حيث يفهم المتعلم العملية التي يبنى بها الفرد معرفته 0
وإنى إذ أقدم هذا الكتاب إلى المعلم الذى يسعى نحو قراءة واعية ناقدة ، وتعليم يتسم بالجودة ، فإننى لا يفوتنى فى النهاية سوى أن أدعو الله أن يسهم هذا العمل المتواضع في مساعدة كل معلم على أداء عمله ، وممارسة مهنته قولاً وفعلاً ، حتى يكون قدوة لزملائه الذين سبقوه في مهنة التدريس ، وقدوة لتلاميذه الذين سوف ينهلون من علمه الواسع إن شاء الله 0
والله الموفق ،،،
التدريس من منظـــور معاصـــر
يعد التدريس عملية تربوية هادفة ، يتم بواسطتها إعداد أبناء الأمة ، وتوجيه نموهم الفكري، والوجداني ، والاجتماعي، والجسمي ، ليصبحوا مؤهلين للقيام بأدوارهم الحياتية المتنوعة . كما أن التدريس هو عملية اجتماعية إنسانية ، تتفاعل فيها كافة الأطراف المعنية بالعملية التربوية من إداريين،وعاملين، ومعلمين، وطلاب، ومشرفين تربويين، بغرض نمو الطالب ، من خلال اختيار المعارف والمهارات والاتجاهات التي تناسبهم ، وتتمشى مع روح العصر ومتطلبات الحياة الاجتماعية . والوقع إننا نعيش اليوم فى عصر متعدد السمات ، فهو عصر المعلوماتية ، وعصر الالكترونيات الدقيقة ، وعصر الجينوم البشرى ، وعصر الربوت ، والفضاء ، وهندسة الوراثة ، والعولمة ، والعقل والعلم ، إنه عصر يتطلب نوعية من البشر ترتقى دوما بالابداع والتجديد ، وتتطلب انسانا قادراً على التحلى بروح العصر ، والتكيف مع متغيراته ، والتحكم فى المستقبل مع المحافظة على قيمه ومعتقداته وهويته ، إنه عصر الابداع ، والمدرسة المبدعة ، والتعليم المبدع ، والقائد المبدع ، والمنهج المبدع ، والمعلم المبدع ، والتلميذ المبدع 0 ومواجهة هذا العصر تتطلب الارتقاء بكافة جوانب وأبعاد العملية التعليمة ، بدءا من المعلم ومقوماته العلمية والاقتصادية والاجتماعية ، والتلميذ بأبعاده الفكرية والمهارية والوجدانية ، والأدوات ، والمبانى بتقنياتها العالمية ذات الجودة العالية 0
وفى ضوء ذلك كان لابد من الاهتمام بالإعداد المهنى للمعلم ، وتفعيل هذا الاعداد من خلال زاوية متطورة لتتلائم مع متغيرات العصر دون اخلال بثوابت الأمة ومعتقداتها 0 بحيث يمتلك الامكانات والقدرات ، التى تمكنه من استثمار طاقات تلاميذه فى التعلم الخلاق والمبدع ، والذى تتأتى ثماره فى صورة نتاجات تعلم راقية وابداعية ، ومن أجل ذلك كان كتاب " رؤى معاصرة فى تدريس الدراسات الاجتماعية " والذى يبين الاساسيات التى ينبغى أن يركز عليها المعلم بوجه عام ، ومعلم الدراسات الاجتماعية على وجه الخصوص ، أثناء تعامله مع تلاميذه داخل الفصل وخارجه ، حتى يمكنه إعداد جيل واع ومستنير من المتعلمين ، قادرا على التعلم الذاتي ، والتفكير المنطقي والتاريخي فيما تفرزه المجتمعات من أحداث ومشكلات على البعدين الزماني والمكاني ، وقادراً على العمل الفريقى التعاوني ، والتصرف وفق القيم التي ينشدها مجتمعه ، ويقوم هذا الكتاب على محورين رئيسيين أولهما هو تحديد جوانب التعلم الرئيسة التى ينبغى أن يركز عليها المعلم ، أما المحور الآخر الذى يؤسس عليه الكتاب فيتمثل فى تحديد الطرائق والأساليب المعاصرة التى يمكن للمعلم أن يستخدمها لتوصيل وتنمية جوانب التعلم 0
فيتعرف المعلم بين طيات هذا الكتاب على أن مسألة تعليم القيـم وتنميتها لدى المتعلم يجب ألا تترك للصدفة والعشوائية ، فهذا يقلل من أهميتها ، ويهدر من فعاليتها ، وإنما يجب أن يتم تعليم القيم بشكل قصدى ، من خلال تهيئة مواقف تعليمية قيمية مخطط لها ، وتشجيع المتعلم على التفكير فى معنى تلك القيم ، وتنمية دوافعه نحو تلك القيم ، ودفعه للسلوك الدائم وفقاً لها ، بحيث تصبح سمة مميزة لسلوكه .كما يتعرف المعلم على أهمية تزويد المتعلم بقاعدة مفاهيمية ، وتدريبه على كيفية بناء المفاهيم وتنظيمها فى ذهنه ، ويتعرف على مهارات التفكير الضرورية اللازمة للمتعلم ، ويدرك أن تنمية مهارات التفكير أصبح ضرورة حياتية يتطلبها العصر الحالي ، فنمط الحياة السريع الذي يشهده العالم اليوم جعل الإنسان في سباق مع نفسه ومع الزمن لتحقيـــق أهدافه ، ومحاولة الوصول إلى هذه الأهداف بأقصر الطرق ، وأصبح التعلم من خلال المحاولــــة والخطأ خرافة لا تتمشى مع متطلبات العصر ، ومن هنا أصبح دور المعلم لتنمية التفكير أمراً ضرورياً ، لمساعدة المتعلم على مواجهة مشكلاته سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي خاصة مع التطورات الحادثة 0
ويعرض الكتاب الأساليب المختلفة التى يجب أن يستخدمها المعلم لتنمية جوانب التعلم سابقة الذكر لدى المتعلم ، ومنها : الألعاب التعليمية بأشكالها المختلفة كالألعاب التمثيلية ، والألعاب الجسمية والحركيـة ، وألعاب حل الألغاز والحروف والكلمات ، وألعاب التدريب على المهارات ، وألعاب المحاكاة ، وألعاب الورق ، والألعاب الدائرية ، والألعاب التنافسية، واللعب الاختراعي والتركيبي 0 وكذا أساليب التعلم التعاونى التى يمكن أن يستخدمها المعلم داخل قاعة الدرس 0 وكذا كيفية استخدام استراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة ، والتى تعتمد على تقديم المعلم لمواقف مشكلة ، تتطلب إيجاد حلول متعددة، وتقييم البدائل ، ووضع نهايات ، كما تتيح للمتعلمين فرصاً للتفكير الناقد ، وتساعدهم على تقديم أفكارهم الإبداعية 0 ويتعرف المعلم على بعض نماذج تدريس المفاهيم كنموذج هيلدا تابا الاستقرائي ، والذى يساعد المعلم على تكوين المفهوم لدى المتعلم ، وتطبيقه فى المواقف المختلفة ، وإدراك علاقة المفهوم بغيره من المفاهيم ، والتوصل إلي مبادئ وتعميمات وتطبيقها ، وكذا خرائط شكل سبعة المعرفى وخرائط المفاهيم ، والتى تمكن المتعلم من بناء المعرفة ( الشبكات العلائقية والهرمية بين المعلومات ) ، وتساعده على إدراك التفاعل بين ما يعرفه وبين المعرفة الجديدة التي يقوم ببنائها ، وتشجع على التعلم ذو المعنى ؛ حيث يفهم المتعلم العملية التي يبنى بها الفرد معرفته 0
وإنى إذ أقدم هذا الكتاب إلى المعلم الذى يسعى نحو قراءة واعية ناقدة ، وتعليم يتسم بالجودة ، فإننى لا يفوتنى فى النهاية سوى أن أدعو الله أن يسهم هذا العمل المتواضع في مساعدة كل معلم على أداء عمله ، وممارسة مهنته قولاً وفعلاً ، حتى يكون قدوة لزملائه الذين سبقوه في مهنة التدريس ، وقدوة لتلاميذه الذين سوف ينهلون من علمه الواسع إن شاء الله 0
والله الموفق ،،،
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى