التدريس بين العلم والفن

من الأمور المجمع عليها عند العقلاء أن التدريس لأي محتوى علمي لا يكون إلا بعد العلم به ، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ، غير أن هناك تباين في وجهات النظر بين غالي وجافي ومتوسط في فنيات التدريس ، ومما لا أشك فيه أن تقديم أي مادة علمية بصورة جاذبة ومحببة للنفوس من أكبر عوامل فهمها والتعمق فيها .
أن الفن والإبداع لا يكمن في استغلال الظروف المتاحة لتحقيق بيئة عليمة جاذبة ؛ بل يكون في صنع تلك الظروف من ألا شيء ، ومما يذكر هنا ما قام به أحد الناجحين في مدرسته التي لم يكن بها مسرح تعليمي ، فنسق طاولات الطلاب بشكلٍ متجاور وفرش عليها سجاد الصلاة ووزع الحبال على جنبات مسرحه الصغيرة ، فصفقت له القلوب قبل الأيادي إعجابا . فحين ينهمك المعلم في مهنته النبيلة انهماك الحرفي الذي يتلذذ بصنعته ويجد نفسه في تقديمها ؛ حينها فقط يبدع ويقدم كل ما لديه من أنتاج بروعة وقبول .
أن التدريس حينما يكون مزيجاً من العلم والفن ، ويستخدم المعلم في تدريسه طرقا علمية وعملية ، ويكتسب مهارات المعرفة التي تُكمل الجانب الفني كاستخدام الوسائل الحديثة والتقنية المصاحبة لها ؛ فإن التدريس يكون فناً يعشقه المعلم والمتعلم .
وكما قيل : بيئة التعلم الممتعة هي إكسير التعلم .