social studies netgroup
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القياس والتقويم (حمده الحوالي) قيادة تربوية

اذهب الى الأسفل

طرائق تدريس دراسات اجتماعية القياس والتقويم (حمده الحوالي) قيادة تربوية

مُساهمة  بحراالحنان الإثنين فبراير 27, 2012 5:10 am

التقويم
1- مفهوم التقويم :
التقويم معروف منذ القدم ، وللتقويم أكثر من معنى فقد أستخدم مصطلح التقويم لغوياً بمعنى التصحيح وإزالة الاعوجاج وبهذا يقال قوم الشيء أي جعله مستقيماً وأزال اعوجاجه. ومن معاني التقويم معرفة وتحديد قيمة الشيء . ويتضمن مفهوم التقويم عملية إصدار الحكم على قيمة الأشياء أو الموضوعات أو الأشخاص . وهو بهذا المعنى يتطلب استخدام معايير أو مستويات أو محكات لتقدير هذه القيمة. والتقويم أيضاً يتضمن معنى التحسين أو التعديل أو التطوير الذي يتعمد على هذه الأحكام.
والإنسان دائماً يمارس عملية التقويم في حياته اليومية, ويعطي قيماً لما يدرك. ولكن هذا التقويم في معظمة متمركزاً حول الذات.
معنى ذلك أن الإنسان يحكم على الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات بقدر ما ترتبط بذاته هو. ويستخدم في ذلك معايير ذاتية. وهذه الأحكام يمكن أن نسميها آراء أو اتجاهات , وتتصف أحياناً بأنها لا شعورية, بمعنى أن الإنسان لا يعي الأسس التي تعتمد عليها.
ومن الوجهة التربوية والنفسية يمكن القول أن التقويم هو إصدار حكم عن مدى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة على النحو الذي تتحدد به تلك الأهداف.
يعرف جرونلاند ( 1976م ) التقويم التربوي بأنه عملية منظمة يتم من خلالها تحقيق الأهداف التربوية لدى التلميذ وهذا لا يتحقق إلا بما يلي
 أن التقويم عملية منظمة وهذا يستبعد الملاحظات العشوائية وغير المضبوطة.
 أن تحدد الأهداف التربوية مسبقاً فبدون تحديدها يستحيل الحكم على التقدم الذي يحرزه التلاميذ نحو تحقيق تلك الأهداف.
يقتصر هذا التعريف على تقدير نواتج التعلم "تقويم التلميذ" , ولا يتعرض لمفهومه الشامل كما لا يتناول دوره في اتخاذ القرار.
تعريف أخر للتقويم / عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات وأنة ينطوي على أحكام قيمية ويتطلب التحديد المسبق للأهداف التربوية , ويحقق غرضاً أساسياً وهو تقديم معلومات هامة ومفيدة لصانعي القرارات التربوية .
والتقويم يعرف بأنه "العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة ما يتضمنه أي عمل من الأعمال من نقاط القوة والضعف ومن عوامل النجاح أو الفشل في تحقيق غاياته المنشودة منه على أحسن وجه ممكن"
ويقول الدكتور أبو الفتوح رضوان في كتابه المدرس في المدرسة والمجتمع في سياق تعريفه التقويم
"إن التقويم ينير لنا طريق التعليم ، وبدونه لا نعرف مدى التقدم الذي أحرزته المدرسة ،والذي حققه المدرس والتلاميذ ، سواء في الفصل أو خارجه أو خارج المدرسة نفسها ، وبدونه لا نعرف أسباب ما نقابل من توفيق أو صعوبات وبدونه كذلك لا نستطيع العمل"
كما يرد عنه قول جرين وآخرين في كتابهم ،" القياس والتقويم
" يفهم عادة على أنه مصطلح شامل واسع المعنى ،تتدرج تحته جميع أنواع الاختبارات والوسائل المستعملة لتقويم التلميذ ، ومنها اختبارات التحصيل ومقاييس الاستعدادات والميول ،ومقاييس الشخصية ، ولا يفصل هذه الأنواع بعضها عن بعض فاصل بل كلها تدخل تحت مفهوم واحد هو التقويم "
وعملية التقويم ليست تشخيصا للواقع بل هي علاج لما به من عيوب إذ لا يكفي أن نحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والقضاء عليها في عملية تشخيصية وعلاجية هامة ليس فقط في مجال التربية ، وإنما في جميع مجالات الحياة ، فطالما يقوم الإنسان بعمل فعليه يعرف نتيجة هذا العمل، وعليه أن يعرف ما وقع فيه من أخطاء حتى لا يكررها وصولا إلى أداء أفضل.
معنى القياس:
يرتبط بالتقويم التربوي والنفسي مفهوم القياس ,وهو مفهوم على درجة كبيرة من الأهمية. ويستخدم المصطلحان (التقويم والقياس) جنباً الى جنب مما يدل على الارتباط الوثيق بينهما.
" القياس" مشتق من قاس أي قدَّر. يقال قاس الشيء بغيره أو على غيره أي قدره على مثله. و"القياس" بهذا المعنى، ممارسة إنسانية يومية؛ تتجلى في مختلف العمليات التي نقوم بها من أجل تقدير أو وزن معطيات حياتنا وما يحيط بنا، سواء أكانت أشياء مادية كالأحجام والأوزان أم معنوية كعلاقتنا بالآخرين؛ وذلك كله بهدف ضبط التعامل فيما بيننا ومع عالمنا.

ومن حيث المصطلح تدور كل تعريفات القياس حول وضع الظواهر أو الخصائص أو السمات في صورة كمية.
ويعرف "كامبل وجيلفورد" القياس بأنه تمثيل للصفات أو الخصائص أو البيانات بالأرقام.
وفي مجال التعليم يعرف القياس بأنه "القيمة الرقمية(الكمية)التي يحصل عليها المتعلم في امتحان ما. وهذا يعني أن التحصيل الدراسي الذي يتم التعبير عنة رقمياً أو كمياً ما هو إلا عملية قياس , وبذلك يصبح القياس عملية وصف كمي.
2- الفرق بين التقويم والقياس :
تختلف عملية التقويم عن القياس ، وتنحصر هذه الاختلافات في الأتي :
(1) القياس يقيس الجزء ،والتقويم يتناول الكل ، فإذا كان القياس يعني بنتائج التحصيل ، فإن التقويم يتناول السلوك والمهارات والقدرات والاستعدادات وكل ما يتعلق بالعملية التربوية مرورا بالمنهج والمعلم والتوجيه الفني والمبنى المدرسي والمكتبة …… إلى آخر ذلك
(2) القياس وحده لا يكفي للتقويم لأنه ركن من أركانه ،فإذا قلنا أن وزن ما أربعون كيلو جراماً مثلاً فإن هذا التقدير الكمي لا يمدنا بأية فكرة عما إذا كان هذا الشخص يتمتع بصحة جيدة أو يعاني ضعفاً ما في صحته أو عما إذا كان هذا الوزن مناسباً لذلك الشخص أم لا ، والطبيب عندما يكشف على المريض يبدأ بقياس النبض والحرارة والضغط ليسهل عليه تشخيص المرض فإذا تم تشخيصه للمرض وإذا درس التغيرات الطارئة على صحة المريض ، وقدر مدى التحسن في حالته ، وأثر العلاج في ذلك فهذا تقويم .
(3) التقويم عملية شاملة بينما القياس عملية محددة فتقويم التلميذ يمتد إلى جميع جوانب نموه قياس ذكاء وتحصيل وتعرف على عاداته واتجاهاته العقلية والنفسية والاجتماعية وجمع معلومات كمية أو وصفية لها علاقة بتقدمه أو تأخره سواء كان ذلك عن طريق القياس أو الملاحظة أو المقابلة الشخصية أو الاستفتاءات أو بأية طريقة من الطرق ، وتقويم المنهج يمتد إلى البرامج والمقررات وطرق التدريس والوسائل والأنشطة وعمل المعلم والكتاب المدرسي أما القياس فهو جزئي يقتصر على شيء واحد فقط أو نقطة واحدة كقياس التحصيل والأطوال والأوزان مثلا ، أي أن التقويم أعم من القياس وأوسع منه معنى .
(4) يهدف التقويم إلى التشخيص والعلاج ، ويساعد على التحسن والتطور ، أما القياس فيكتفي بإعطاء معلومات محددة عن الشيء أو الموضوع المراد قياسه .
(5) يرتكز التقويم على مجموعة من الأسس مثل الشمول والاستمرارية والتنوع والتكامل ….الخ ، بينما يرتكز القياس على مجموعة من الأدوات أو الوسائط يشترط فيها الدقة المتناهية .
-3-
أهميـة التقويـم :
يستمد التقويم أهميته الأساسية في مختلف الميادين من ضرورة الاعتماد عليه في قياس وتقدير مدى تحقق . الأهداف المنشودة من كل عملية وفي كل ميدان وبخاصة في الميدان التعليمي حيث تظهر أهمية فيما يلي :
1- يعتبر التقويم ركناً أساسياً في العملية التربوية بصفة عامة ، وركناً من أركان عملية بناء
المناهج بصفة عامة .
2- لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للمـواد المختلفة ، بل تعـداه إلى
قياس مقومات شخصية التلميذ من شتى جوانبها ، وبذلك اتسعت مجلاته وتنوعت طرقه
وأساليبه .
3- أصبح التقويم في عصرنا الحاضر من أهم عوامل الكشف عن المواهب وتمييز أصحاب
الاستعدادات والميول الخاصة وذوي القدرات والمهارات الممتازة .
4- التقويم ركن هام من أركان التخطيط لأنه يتصل اتصالاً وثيقاً بمتابعة النتائج وقد يكشف
التقويم عن عيب المناهج أو الوسائـل أو عن حضور في الأهـداف فينتهي إلى نتائج
وتوصيات تعرض على التخطيط ، ثم تأخذ سبيلها للتنفيذ حيث تبدأ المتابعة فالتقويم من
جديد … وهكذا .
5- يساعد كل من المعلم والتلميذ على معرفة مدى التقدم في العمل المدرسي نحو بلـوغ
أهدافه وعلى تبين العوامل التي تؤدي إلى التقدم أو تحول دونه ثم على دراسته ما يلزم
عمله للمزيد من التحسن والتطور .

الأسس والمبادئ العامة لعملية التقويم:
1- تحديد الغرض من التقويم :
ويعني هذا تحديد و تعريف الاهداف التربوية تحديداً دقيقاً . مثال تقويم تحصيل تلاميذ المرحلة الابتدائية الدنيا لمهارات الكتابة والقراءة والحساب.
2- اختيار أدوات التقويم المناسبة:
وبما أن هناك أكثر من أداة تناسب الغرض , إلا أن هناك الأنسب ولذا تعددت أدوات التقويم, وكثيراً ما نختار وسائل التقويم على أساس دقتها في القياس وعلى موضوعية النتائج أو على أساس الجانب العملي فيها. وهذه المعايير مهمة وإن كانت ثانوية بالنسبة للمعيار الأساسي وهو مدى فاعلية الوسيلة التي نختارها للوصول إلى ما نريد معرفته عند المتعلم. فكل وسيلة من وسائل التعليم مناسبة لغرض أو لآخر وغير مناسبة لأغراض أخرى, ولذ يجب أن تكون قدرة الوسيلة على تحقيق الغرض المراد منها في المعيار الأول لاختيارها.
3- الوعي مصادر الأخطاء:
والتي تعتمد على أداة التقويم من حيث إعدادها أو تطبيقها أو تفسيرها ومنها:
أ‌- من حيث الإعداد: خطأ الفئة Sampling Error
ونقصد به عينة الأفراد أو عينة الأسئلة المتضمنة في أداة التقويم, فعادة ما يتم تقويم عينة صغيرة من سلوك المتعلم, فهي قد لا تكون كافية للحكم على الظاهرة موضع القياس, فعلى سبيل المثال هل يمكن أن نعتبر اختبار في الإملاء يتكون من عدد من الجمل اختباراً جيداً لقياس قدرة التلاميذ على الكتابة بشكل صحيح؟
ب‌- من حيث أخطاء التطبيق:
مثل أخطاء الصدفة التي ترجع إلى التخمين في الاختبارات الموضوعية, كما تتأثر درجة المقال بالحكم الذاتي للشخص الذي يقوم بعملية التقويم, كما تتأثر استبيانات الشخصية وبعض المقاييس النفسية بالرغبة الاجتماعية, ورغبة الفرد في تقديم صورة جيدة عن ذاته وأخطاء التميز التي قد تنتج عن الخلفية السابقة المتوفرة عن الشيء المقوم, وأخطاء البنية الشخصية التي يتصف باللين أو القسوة أو الاعتدال.
ت‌- من حيث أخطاء التفسير:
هناك مصدر خطأ ينتج من التفسير غير السليم لنتائج التقويم, وإذا لم يكن مستخدم المقياس مستعداً للاعتراف بنواحي القصور فيه, فإنه سوف ينسب إليه دقة لا تتوفر في المقياس, وهناك من المعلمين من يميز بين الطلاب على أساس درجة أو درجتين, في الوقت الذي يكون هذا الفرق راجعاً لعوامل خطأ الصدفة, وعليه ينبغي أن تؤخذ نتائج أدوات التقويم على أنها نتائج تقريبية ويجب تفسيرها على هذا الأساس.
4- النظر إلى عملية التقويم على أنها عملية شاملة:
لذلك يتطلب التقويم الشامل أساليب متنوعة ولا تكفي وسيلة واحدة للحكم على تقدم المتعلمين بالنسبة لكل مخرجات التدريس المهمة, وكل وسيلة تقويم تقوم بقياس أو تقويم بعض مظاهر سلوك المتعلم, وإذا تم اختيار الوسائل على أساس أهدافها الخاصة التي تصلح لها سوف تعطي صورة شاملة عن تحصيل المتعلم.
5- التقويم وسيلة وليست غاية في حد ذاتها:
التقويم عملية مستمرة بمعنى أنها نهاية مرحلة هي بداية لمرحلة أخرى ولذلك فهي وسيلة لغاية وليست غاية في حد ذاتها, فمن الخطأ جمع المعلومات أو تطبيق أدوات التقويم, دون أن يكون الغرض اتخاذ قرارات معينة, وأنها عملية صعبة ولذلك فهي في الغالب تحتاج إلى فريق للقيام بها.
6- الوعي بدرجة ثبات السمات المقاسة ببرنامج التقويم:
فبعضها لا يتسم بدرجة مقبولة من الثبات مما يجعل عملية القياس والتقويم مضيعة للوقت, بجانب التأكد من درجة كفاية المقوم أو فريق التقويم للقياس بعملية التقويم.
7- يجب أن يترك التقويم أثراً طيباً على نفس التلميذ:
ولا يجوز أن يكون سلبياً ويحطم شخصيته ويضعف دافعيته .
8- يجب أن توظف نتائج التقويم في تحسين عملية التعليم مباشرة:
بما فيه التلميذ والمعلم وهذا يؤكد الدور البناء.
9- يجب أن تكون عملية التقويم اقتصادية:
من حيث الوقت والجهد والمال, وتتوافر فيها كافة شروط الصلاحية كالصدق والثبات.
أهداف أغراض التقويم:
1- الأهداف التعليمية:
وهذه الأهداف تتصل بالمعلم والتلميذ بوضعها قطبي العملية التعليمية تتصل بمتغيرات مهمة وهذا النوع من الأهداف يهيم في المقام الأول بتحسين مسار عملية التعليم والتعلم ويمكن إجمالها فيما يلي:
أ‌- أهداف التقويم المتصلة بالمعلم:
يعتبر تقويم الطلاب جانباً من نشاط المعلم التعليمي ومظهر أساسياً من مظاهر عمله وأداءه فالتقويم يمد المعلم بـ :
• معلومات عن التلميذ ومدى استعداده للتعلم وما يمتلكه من المعرفة والمهارات الأساسية لدراسة مادة جديدة , ويعرف هذا النوع بالتقويم القبلي.
• معلومات عن أداء التلميذ ومدى تقدمه خلال سير عملية التعليم ويساعده في اتخاذ القرار إذا كان التلميذ محتاجاً إلى مزيد من الدراسة أي يمكنه من التقدم للوحدة التالية خاصة في المواد التي يوجد تسلسل في موضوعاتها.

ب‌- أهداف التقويم المتصلة بالتلميذ:
تظهر هذه الأهداف في نواحي مهمة منها:
 زيادة دافعية المتعلم:
فالتقويم هو بمثابة القوة المحركة لنشاط التلميذ وعمله ,والتعلم الذي يفتقر إلى التقويم يصاحبه الكسل والخمول وعدم الحماس, وكلما كثرت عمليات التقويم وتكررت مرات حدوثه وتعاظم دوره في نطاق عملية التعلم والتعليم,ازدادت الدافعية للتعلم وارتفع المستوى العام للنشاط والجهد المبذول.
 يقدم التغذية الراجعة:
فالتقويم يؤدي دوراً حاسماً في عملية التعلم وتوجيه مسارها ودفعها بالاتجاه المناسب,من خلال تعريف المتعلم بمدى تقدمه في عمله ونجاحاته أو فشله في أي عمل, إن التغذية الراجعة المباشرة تؤدي إلى تسريع عملية التعلم وتحسين نوعيتها.
 تكوين مهارات دراسية :
للتقويم الفاعل دور في تكوين عادات دراسية مجدية وفاعلة, وفي زيادة الاحتفاظ بالمادة المتعلمة ,وانتقال التعلم ,وهذا الاحتفاظ يقوى ويزداد مع ازدياد اعتماد التقويم على مستويات التعلم الأعلى أو نواتج التعلم الأكثر تعقيداً لفهم المبادئ والمفاهيم ومهارات التفكير وغيرها.
 مساعدة المتعلم في معرفة مدى تقدمه نحو الأهداف: تعتبر الصياغة الواضحة والصريحة للأهداف التعليمية من مستلزمات التقويم, وفي هذا الجانب نجد أن التلميذ هو المحك في صلاحية الأهداف.

 يساعد التلميذ في تعليمه وحل ما يواجهه من مشكلات: أخيراً يمكننا القول أن أداة التقويم هي أداة تعليم, وأن التلميذ يتعلم من خلال أداء الاختبارات التي تعود على المتعلم بالفائدة المباشرة خاصة بعد تصحيح الإجابات الخاطئة.

 الكشف عن قدرات التلاميذ وميولهم ورغباتهم ونوع الدراسة التي تلائمهم.

ت‌- أهداف التقويم المتصلة بالمنهج:
نجد أن التقويم يفيدنا في الحكم على فعالية المنهج من منطلق مناسب لحاجات الدارسين وقدراتهم وميولهم, كما يفيدنا في الحكم على فاعلية المنهج من منطلق استجابته للأهداف التربوية المرسومة, ومن خلال الدراسة التقويمية يمكننا التعرف على النواقص والصعوبات الواقعية التي قد يواجهها الدارسون لهذا المنهج, وعلى ضوء ذلك يمكن اتخاذ قرار بإجراء تعديلات معينة تتناول جانباً أو أكثر منه, أو الحكم على بقائه وأفضليته على غيره من أنواع المناهج, علماً بأن التربية تستهدف كثيراً من المقترحات والأفكار والدعوات إلى التغيير والتجديد, لذلك كان هناك رأي في إجراء دراسات تقويمية علمية وشاملة.
2- الأهداف التشخيصية :
يحقق التقويم أغراضاً تشخيصية مهمة تتصل بعملية التعلم والصعوبات التي تعترضها, ويكون التشخيص في اتخاذ القرارات المناسبة في مجال التوجيه والإرشاد, ويمكننا حصر هذا التشخيص في ثلاث مراحل:
أ- تحديد التلاميذ الذين يواجهون صعوبات خاصة في التعلم.
ب- تحديد الطبيعة الخاصة للصعوبات ومواطن القوة عند التلاميذ.
ت- تحديد عوامل الضعف إذا كانت من طرق التدريس, أو أن المادة التعليمية شديدة الصعوبة, وفي هذا المجال لا بد من الإشارة إلى أن التشخيص التربوي لا يقتصر لى المعارف والمهارات الأكاديمية، بل اتسع مجاله لينسجم مع المفهوم الحديث للتربية والتي تهتم بكافة مظاهر النمو.
3- الأهداف التوجيهية والإرشادية:
يهتم التوجيه بتعريف الطالب بقدراته وميوله واتجاهات هلذلك يهدف إلى مساعدته على الاختيار واتخاذ قرار صائب حول مستقبله الدراسي,ويتطلب التوجيه الدراسي والمهني معرفة موضوعية واسعة بقدرات الفرد واتجاهاته.
4- الأهداف الإدارية:
يؤدي التقويم دوراً هاماً للإدارة التعليمية التي تتولى عملية الانتقاء والتصنيف وتوجيه المسار التعليمي بمنظورها الجديد, ومن أجل الوصول لقرارات سليمة بهذا الشأن يحتاج صانع القرار إلى معلومات صادقة ودقيقة لكي تساعده في التنبؤ لأداء الفرد وقدرته في التعلم.
5- أهداف البحث التربوي:
تعتمد البحوث التربوية بأنواعها على أدوات التقويم لجمع المعلومات والبيانات ويعتمد بعضها كالبحوث التجريبية على تلك الأدوات للتحقق من صحة الفروض المطروحة.
ونشير هنا إلى أن أداة التقويم والتي تستخدم كأداة بحث تتطلب مراعاة الكثير من الشروط والمواصفات منها: تقنين الأداة وتوحيد كافة الشروط والعوامل المؤثرة في الأداء الاختياري.
أنواع التقويم
يشير كل من "فؤاد خطيب"و"أمال صادق"1980م الى وجود أنماط متعددة من التقويم تستخدم في عملية التعليم والتعلم, تختلف باختلاف وظائفها والتوقيت الذي تستخدم فيه, ويمكن أن نتميز من بينها مايلي :

1- التقويم الأولي أو القبلي:
يتم عادة قبل تقويم البرنامج التعليمي لتحديد نقطة البداية الصحيحة للتعلم, ويهتم بتقويم التقويم من حيث قدراته وتحصيله وميوله واتجاهاته وحاجاته, للاستفادة من ذلك في تخطيط الخبرات التعليمية المناسبة للمتعلم, ويفيد أيضاً في تحديد المستوى الذي يمكن أن يبدأ منه عملية التعلم سواء في مقرر جديد أو صفِ جديد أو وحدة دراسيةٍ جديدة, ويسمى هذا التقويم أحياناً تقدير الحاجات التعليمية , وهو يعطي وصفاً لمستوى التلاميذ قبل عملية التعلم ويصلح أساساً للمقارنة بمستوى تحصيلهم بعد عملية التعلم. هذا التقويم غالباً ما يستخدم الاختبارات مرجعية المحك, التي تقيس أداء التلميذ في ضوء محك معين.
2- التقويم التكويني أو البنائي:
يقصد به التقويم الذي يصاحب تطبيق برنامج ما.ويستفاد من نتائجه في تطوير البرنامج وتحسينه , والتقويم البنائي يحدث لعدة مرات أثناء عملية التعليم والتعلم , فيمكن أن يجري عقب انتهاء تدريس مفهوم معين أو مهارة معينة ,أو جزء أساسي من المقرر ويغلب أن يكون في صورة اختبارات قصيرة تركز على أهداف جزئية محددة , لذا فهو يعتمد على الاختبارات محكية المرجع , التي تقارن أداء المتعلم بمستوى معين من الكفاءة في الأداء , ويستند التقويم البنائي إلى مبدأ التغذية الراجعة, ويستفد المدرس منة في إعادة النظر في إستراتيجية تدريسية , والعمل على تعديلها وفقاً لما تسفر عنه نتائج التطبيق. وغالباً لا تهتم اختبارات التقويم بإعطاء درجات أو تقدير أو شهادة , وحتى لا يكون ذلك عائقاً في سبيل المتعلم , وإنما تهتم أساساً بإبراز الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتعديل في أداء المتعلم.
3- التقويم التشخيصي:
هو نوع من التقويم يستخدم في الكشف عن صعوبات التعلم , أي في الكشف عن جوانب الضعف التي يعاني منها المتعلم , وتحديد مجال هذه الصعوبة ومحاولة الكشف عن أسبابها , وهو بهذا المعنى لا يقدم لجميع المتعلمين , وإنما يقدم فقط للمتعلمين الذين يعانون من صعوبات التعلم .
4- التقويم التجميعي أو الختامي:
وهو تقويم موجه نحو الحكم على مدى إحراز الدارس لنواتج التعلم في البرنامج ككل بهدف اتخاذ قرارات عملية , و يأتي في نهاية برنامج تعليمي معين , ويطلق علية وحدة دراسية, ولا يركز على التفاصيل أو الأهداف الفرعية كالتقويم البنائي وإنما يهتم بقياس الأهداف العامة , كأهداف مقرر معين أو فصل دراسي معين. ويهدف التقويم البنائي إلى إعطاء تقديرات للتلاميذ توضح مدى اكتسابهم للأهداف التعليمية المضمنة في المقرر, و إعطائهم شهادة بذلك , وعادة ما تستخدم الاختبارات المرجعية المعيار "N.R.T" وفيها يقارن أداء التلميذ بأداء زملائه في الصف.


5- التقويم البعدي:
هو نوع من التقويم يجري عادة بعد الانتهاء من البرنامج بفترة من الزمن .
6- التقويم الداخلي والتقويم الخارجي:
يتضمن التقويم التمييز بين نوعين أساسيين من أنواع التقويم ,هما التقويم الداخلي والتقويم الخارجي , وهذا التمييز في أساسة هو تمييز بين المقومين , فإذا كان المقوم من العاملين في البرنامج يكون التقويم داخلياً وإذا كانوا فريقاً أو هيئة أو من خارج البرنامج يكون التقويم خارجياً.
أهمية التقويم التربوي:
التقويم حلقة من حلقات المنظومة التعليمية, ويكاد يكون أكثر الحلقات أثراً في المنظومة كلها.
تتعدد أهمية التقويم وتتضح فيما يلي :
1- يحسن مسار عملية التعلم والتعليم, لأنه يحدد اتجاه المدرسة في تحقيق أهدافها ومدى التقدم الذي تحرزه في هذا المجال , فهو يوضح لنا اتجاه نمو التلميذ وما اكتسبه من أهداف سلوكية , كما يبين لنا من ناحية أخرى مدى نجاح المعلم في عمله .ويعمل التقويم أيضاً على تقدير مدى فاعلية طرق التدريس والوسائل فضلاً عن أنة يكشف نقاط القوة والضعف لدى التلاميذ ويعمل على علاجها.
2- يشخص التقويم التكويني ما يواجهه التلميذ والمعلمين من صعوبات .
3- يحفز التلاميذ على التعلم بمساعدتهم على الوقوف على مدى نجاحهم في مواقف التعلم المختلفة.
4- للتقويم أهمية كبرى في توجهه وإرشاد التلاميذ.
5- التقويم مجال يمكن للتلميذ أن يتدرب فيه على تقويم الأمور, والحكم على نفسه ومعرفه اتجاهه وتقدير مدى تحقيقه لأهدافه.
6- للتقويم أهمية تربوية في الكشف عن التأخر الدراسي والأسباب التي أدت إلية.
وبما أن التقويم هو عملية تشخيص وعلاج , لذا يمكن عن طريقه اكتشاف التأخر الدراسي ومعرفة أسبابه التي قد ترجع إلى :
أ‌- أسباب نفسية : كتأخر في النمو العقلي.
ب‌- أسباب صحية : كوجود ضعف في السمع أو البصر
ت‌- أسباب تربوية : كأن يكون المنهج غير ملائم.
ث‌- أسباب اجتماعية : كالوسط الذي يعيش فيه الطفل.

7- الكشف ن الموهوبين من خلال التقويم.
وظائف التقويم التربوي :
1- يساعد المعلم على معرفة تلاميذه , لأن التقويم هو الوسيلة الأساسية التي تعين المعلم على تتبع نمو التلاميذ واتجاه هذا النمو , والتعرف على الفروق الفردية بين التلاميذ.
2- التقويم وسيلة للتشخيص والعلاج , إذ يساعد في الكشف عن أماكن القوة والضعف.
3- يسهم في جمع البيانات التي تبين درجة تقدم التلميذ نحو تحقيق الأهداف التربوية.
4- للتقويم دور مهم في تطوير مدخلات العملية التعليمية ؛ إذ أنه من أهم وسائل التغذية الراجعة التي تقوم بتصحيح وتطوير المدخلات التي تؤدي بدورها الى تحسين نوعية المخرجات.
5- للتقويم وظائف إدارية وتنظيمية,لأنة ضروري في الحصول على المعلومات اللازمة لتصنيف التلاميذ , كما أنة ضروري في عملية التوجيه والإرشاد الأكاديمي والمهني.
6- يساعد في توعية الجماهير بأهمية التربية والمشاركة في حل مشاكلها.
7- للتقويم دور مهم في معرفة درجة التحسن في الاتجاهات الشخصية والعلاقات الإنسانية.
8- التقويم يساعد في وضوح الأهداف , ذلك لأنه عملية يتم من خلالها إصدار حكم عن مدى تحقق الأهداف التعليمية لذلك يعمل على وضوحها وترسيخها.
9- التقويم يساعد على تطوير المناهج وتحديثها , فهو يعمل على تغيير الكتب والمقررات الدراسية لتواكب عصر التقدم العلمي والتكنولوجي.
10- التقويم يساعد على النهوض بمستوى مهنة التعليم , عن طريق التقويم يمكن تحديد المستويات المناسبة لمهنة التعليم وبالتالي يساعد في اختيار أفضل العناصر الصالحة للالتحاق بهذه المهنة والاستقرار فيها.
11- التقويم يكسب الثقة في النفس ويزيد من المثابرة.
خصائص التقويم :
1- التقويم عملية مستمرة :
هذا يعني أن التقويم ليس شيئاً يأتي في نهاية التدريس بل يسير جنباً الى جنب مع العملية التعليمية.
2- التقويم عملية تعاونية :
يشترك في إعداد المنهج كل من لديه علاقة بالعملية التربوية بمعنى أنة يشترك فيها المختصين بالمادة ورجال التربية والمشرف التربوي والتلاميذ و أولياء الأمور .
3- التقويم عملية شاملة :
تشمل جميع جوانب النمو (المعرفي , الجسمي , الاجتماعي , الانفعالي)ولا يقتصر على جانب واحد كما هو الحال في المنهج القديم, هذا يعني أن عملية التقويم ينبغي أن يتضمن جميع الأبعاد التي قد تؤثر في نمو التلاميذ.
4- التقويم ليس هدفاً في حد ذاته إنما هو وسيلة لتحسين المنهج:
بمعنى أن تستخدم نتائج التقويم في تحسين المناهج وتطويرها , ولا تتخذ نتائج التقويم كعملية منتهية , بل تتخذ وسيلة للوصول إلى تحديد مدى جودة هذه النتائج وإمكانية تعزيز المدخلات والعمليات والأنشطة لتحسين المخرجات وضمان جودتها , مما يؤدي الى تحسين وتطوير المنهج من حيث تغيير الكتب المقررة أو حذف بعض موضوعات و إضافة موضوعات جديدة .
5- التقويم عملية موضوعية :
بمعنى أن تبقى درجات التقويم ثابتة ولا يختلف حولها المصححون وهذا يعني أن تكون عملية التقويم بعيدة عن الذاتية ولا تتأثر بمن يقوم بها.

دور التقويم في تحسين مسار عملية التعليم والتعلم
أولاً: التعليم :
يشير "جرونلاند" إلى أن التقويم يشتمل على عدد من التقنيات التي تعتبر شيئاً أساسياً للمعلم بجانب أنة عملية مستمرة تتضمن جميع مزايا التعليم والتعلم, ومن المعلوم أن التقويم التربوي بمفهومة الحديث يعتمد على أساليب ووسائل متعددة , لقياس مدى تحقق الأهداف التربوية.
وحيث أن الأهداف التربوية تؤثر أصلا على التغيير في سلوك الفرد_ بمعنى أنها تحدث تغييراً مقصودا في سلوك التلميذ _ فإن التقويم هو العملية التي تحدد إلى أي مدى يكون هذا التغيير في السلوك قد حدث . وإذا لم يحدث هذا التغيير على النحو المرغوب , فما هي الأسباب وراء ذلك ؟ كما يوضح كيفية العلاج والتحول إلى النمو المرغوب فيه.
كما يرى "جرونلاند" أن بعض أنواع التقويم لا يمكن الاستغناء عنها في التعليم وفي الفصل المدرسي مهما كان الموقف بسيطاً أو معقداً . و الشيء الذي يدعو للأسف هو أن التقويم داخل الصف بعيداً عن الهدف الأساسي للتدريس. فهو عبارة عن اختبارات تعقد في نصف السنة أو في نهاية العام لقياس تحصيل التلاميذ , وبمقتضاها يتم نقلهم الى صفوف أعلى .
وهذا لا يتفق ومفهوم التقويم الحديث إذ لا يعدو أن يكون مجرد قياس لتحصيل التلاميذ دون تقديم علاج أو متابعة . وبالإضافة الى ذلك لا يحقق الأهداف التعليمية المرحلية أو المتكاملة والتي ترمي بدورها الى تحقيق أهداف أعم وأشمل.
إن التقويم بطبيعته لابد أن يكون مصاحباً لتحقيق كل هدف تعليمي . ومعنى ذلك يجب أن يكون شاملاً ومستمراً و مستمراً طالما هناك أهداف تتطلب التحقيق . وتقنيات التقويم المنظمة والبيانات التقويمية المجمعة بعناية شديدة , تساعد المعلمين على فهم التلميذ وتوضيح الأهداف والخبرات التعليمية وتعطى أساساً موضوعياً لاتخاذ القرارات التي يوجه بها تقدم التلميذ نحو مخرجات التعلم.
القرارات التعليمية التي تتطلب بيانات تقويمية :
هناك كثير من القرارات التي يتخذها الأفراد أو تتخذ بشأنهم يومياً سواء في المدرسة أو خارجها, والتي تحتاج لبعض المعلومات عن هؤلاء الأفراد من حيث استعدادهم ونموهم الشخصي وتحصيلهم , فالقائمة الآتية من الأسئلة توضح بعض هذه القرارات التعليمية المهمة التي سوف يواجها المعلم أثناء تدريسه للمقرر . مع بعض الأمثلة لأنواع التقويم التي قد يكون مساعدة للإجابة على الأسئلة .
• هل البرامج التعليمية المعدة لهذه المجموعة من التلاميذ مناسبة لهم ؟
• كيف يمكن وضع التلاميذ في مجموعات أكثر فعالية للتعلم ؟
• الى أي مدى يتقبل التلاميذ الخبرات التعليمية القادمة ؟ (الاختبارات التكوينية)
• الى أي مدى يكتسب التلاميذ الحد الأدنى من ضروريات المقرر ؟ (اختبارات الإتقان _ الملاحظة)
• الى أي مدى يتقدم التلاميذ نحو الحد الأدنى من ضروريات المقرر؟ (الاختبارات التكوينية_ الملاحظة_ الاختبارات التحصيلية )
• في أي جزء من المقرر تكون المراجعة أكثر فائدة؟ (الاختبارات التكوينية القصيرة -الملاحظة)؟
• ماهي أنواع صعوبات التعلم التي يقابلها المتعلم ؟ (الاختبارات التشخيصية_الملاحظة-مقابلات التلاميذ)
• من هم التلاميذ الذين يجب تحويلهم الى الصفوف الخاصة (اختبارات القدرات العقلية-والتشخيصية-والاختبارات التحصيلية)؟
• ماهو التقدير المدرسي الذي يجب أن يعطى لكل تلميذ (مراجعه كل البيانات التقويمية)؟
• الى أي مدى يكون التدريس أكثر فعالية (الاختبارات التحصيلية-المعدلات الشخصية-الإسراف)؟
وفي مجال كل قرار من هذه القرارات توجد الكثير من الأسئلة الفرعية التي تحتاج إلى إجابة , وهناك تداخل بين المجالات المختلفة . ولذلك يكون من المفيد تنظيم بيانات التقويم.
أن عملية التعليم والتعلم تتضمن سلسلة من القرارات التعليمية المتصلة والمتداخلة , التي تختص بالطرق التي تعزز تعلم التلاميذ . وتتوقف فعالية التعليم على توعية بيانات التقويم التي تبنى عليها القرارات .

ثانيا: في التعلم :
يلعب التقويم دوراً مهما في تقويم التلاميذ . إذ يسهل تعلمهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة , ونلخص منها مايلي :
1- توضيح الأهداف التعليمية .
2- التقويم القبلي لحاجات المتعلم .
3- إرشاد وتوجيه عملية التعلم.
4- تشخيص وعلاج صعوبات التعلم.
أولا : دور التقويم في توضيح الأهداف التعليمية:
يرى علماء التقويم والقياس أن من أهم مزايا التقويم المنظم داخل الصف , هو توضيح الأهداف التعليمية لكل من المعلم والمتعلم , ونجد هذا التوضيح في أماكن متعددة منها:
أ‌- عند صياغة الأهداف التعليمية في صيغة أهداف سلوكية.
ب‌- أثناء المراحل التعليمية المبكرة, وخاصة عندما يشارك التلاميذ في صياغة الأهداف.
ت‌- أثناء الاختبارات عندما تعرف الأهداف تعريفاً إجرائياً.
ومن الأفضل أن يخطط للتقويم في الوقت نفسه الذي يخطط فيه للتعلم , لأنه يزيد من وضوح تعريف مخرجات التعلم المرغوب فيها قبل بداية العملية التعليمية.
الأهداف التعليمية التي تعرف بوضوح في صيغة أهداف سلوكية , لها قيمة واضحة في اختيار الطرق والوسائل التعليمية . فعلى سبيل المثال إذا كنا نريد مساعدة التلميذ على التفكير الناقد , يكون من المفيد أن نعرف أن التفكير الناقد يمثل في السلوك مثل "القدرة على التعرف والتمييز بين الافتراضات والاستنتاجات "
.
ومثل هذه السلوكيات المحددة تمكننا من إعطاء مزيد من الخبرات التعليمية , و الشيء نفسه صحيح في تعلم التلاميذ التحدث , الكتابة , تكوين المفاهيم , وما شابه ذلك . إذا أمكننا معرفة وتحديد السلوك الذي يمثل الأداء الناجح.
توضيح الأهداف باستخدام وسائل التقويم :
تفيد الوسائل التقويمية المستخدمة داخل الصف كثيراً في توصيل الأهداف التعليمية للتلاميذ . و إذا لم تنعكس هذه الأهداف في الطرق التقويمية, فإنها سوف تؤثر تأثيراً بسيطاً في عملية التعلم . وفي هذا اصدد يحذر "كرونباك"
بأن ما يحاول المتعلم أن يتعلمه يتوقف على مراميه , ويفترض أن هذه المرامي تتكون أثناء التخطيط والإعداد . ولكنها في الحقيقة تتوقف على ما يتوقعه من التقويم . فالمرامي و الأهداف التي لا تتضمنها طرق التقويم سوف يتم تجاهلها.
نستنتج من ذلك أن طرق التقويم هي التي تحدد الأهداف الأساسية للتعلم , والوسائل التقويمية تكون أكثر فعالية كموجهات للتعلم , إذا كانت هذه الوسائل ذات اتصال بالتلاميذ في المراحل المبكرة من التعليم وهذا يشمل الآتي:




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمات التقويم الجيد :
من أهم سمات التقويم الجيد ما يأتي :
(1)التناسـق مـع الأهـداف :l hgj
من الضروري أن تسير عملية التقويم مع مفهوم المنهج وفلسفته وأهدافه ، فإذا كان المنهج يهدف إلى مساعدة التلميذ في كل جانب من جوانب النمو ، وإذا كان يهدف
إلى تدريب التلميذ على التفكير وحل المشكلات وجب أن يتجه إلى قياس هذه النواحي .
-4-
(2)الشمـول:
يجب أن يكون التقويم شاملا الشخص أو الموضوع الذي نقومه ، فإذا أردنا أن نقوم أثر المنهج على التلميذ فمعنى ذلك أن نقوم مدى نمو التلميذ في كافة الجوانب العقلية والجسمية والاجتماعية والفنية والثقافية والدينية ، وإذا أردنا أن نقوم المنهج نفسه فيجب أن يشمل التقويم أهدافه والمقرر الدراسي والكتاب وطرق التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة .
وإذا أردنا أن نقوم المعلم فإن تقويمه يتضمن إعداده وتدريبه ومادته العلمية وطريقة تدريسه وعلاقته بالإدارة المدرسين وبالتلاميذ وبأولياء أمورهم . أي أن التقويم ينصب على جميع الجوانب في أي مجال يتناوله .
(3)الاسـتمراريـة :
ينبغي أن يسير التقويم جنباً إلى جنب مع التعليم من بدايته إلى نهايته فيبدأ منذ تحديد الأهداف ووضع الخطط ويستمر مع التنفيذ ممتداً إلى جميع أوجه النشاط المختلفة في المدرسة وإلى أعمال المدرسين ، حتى يمكن تحديد نواحي الضعف ونواحي القوة في الجوانب المراد تقويمها وبالتالي يكون هناك متسع من الوقت للعمل على تلافي نواحي الضعف والتغلب على الصعوبات.0
(4)التكامـل:
وحيث أن الوسائل المختلفة والمتنوعة للتقويم تعمل لغرض واحد فإن التكامل فيما بينهما يعطينا صورة واضحة ودقيقة عن الموضوع أو الفرد المراد تقويمه وهذا عكس ما كان يتم في الماضي إذ كانت النظرة إلى الموضوعات أو المشكلات نظرة جزئية أي من جانب واحد ، وعندما يحدث تكامل وتنسيق بين وسائل التقويم فإنها تعطينا في النهاية صورة واضحة عن مدى نمو التلميذ من جميع النواحي .
(2) التعــاون :
يجب ألا ينفرد بالتقويم شخص واحد ، فتقويم المدرس لي وقفاً على المدير أو الموجه بل شركة بين المدرس والمدرس الأول والمدير والموجه بل والتلاميذ أنفسهم ، وتقويم التلميذ يجب أن يشترك فيه التلميذ والمدرس والآباء من أفراد المجتمع المحيط بالمدرسة .
-5-
وأما عن تقويم الكتاب فمن الضروري أيضاً أن يشترك فيه التلاميذ والمعلمين والموجهين وأولياء الأمور ورجال التربية وعلم النفس .
(6)أن يبنى التقويم على أساس علمي:
أي يجب أن تكون الأدوات التي تستخدم في التقويم صادقة وثابتة وموضوعية قدر الإمكان ، لأن الغرض منها هو إعطاء بيانات دقيقة ومعلومات صادقة عن الحالة أو الموضوع المراد قياسه أو تقويمه ،وأن تكون متنوعة وهذا يستلزم أكبر عدد ممكن من الوسائل مثل الاختبارات والمقابلات الاجتماعية ودراسة الحالات …الخ ، فعند استخدام الاختبارات مثلا يطلب استخدام كافة الاختبارات التحريرية والشفوية والموضوعية والقدرات وبالنسبة لاستخدام طريقة الملاحظة يتطلب القيام بها في أوقات مختلفة وفي مجالات مختلفة وبعدة أفراد حتى نكون على ثقة من المعلومات التي نصل إليها .
(7)أن يكون التقويم اقتصادياً:
بمعنى أن يكون اقتصادياً في الوقت والجهد والتكاليف ، فبالنسبة للوقت يجب ألا يضيع المعلم جزءاً من وقته في إعداد وإجراء وتصحيح ورصد نتائج الاختبارات لأن ذلك سيصرفه عن الأعمال الرئيسية المطلوبة ،وبالنسبة للجهد فلا يرهق المعلم التلاميذ بالاختبارات المتتالية والواجبات المنزلية التي تبعدهم عن الاستذكار أو الاطلاع الخارجي أو النشاط الاجتماعي أو الرياضي فيصاب التلميذ بالملل ويكره الدراسة وينفر منها ولهذا كله أثره على تعليمه وتربيته وبالنسبة للتكاليف فمن الواجب ألا يكون هناك مغالاة في الإنفاق على عملية التقويم حتى لا تكون عبئاً على الميزانية المخصصة للتعليم .
(Cool أن تكون أدواتـه صالحـة :
بمعنى أن التقويم الصحيح يتوقف على صلاح أدوات التقويم ، وأن تقيس ما يقصد منها بمعنى أن لا تقيس القدرة على الحفظ إذا وضعناها لتقيس قدرة التلميذ على حل المشكلات مثلا ، وأن تقيس كل ناحية على حدة حتى يسهل تشخيص النواحي وتفسيرها بعد ذلك ، وأن تغطي كل ما يراد قياسه.
-6-
أساليب التقويم
(1)التقويم الذاتي \" الفردي\":
ويقصد به تقويم المدرس لنفسه أو التلميذ لنفسه ، وتدعو إليه التربية الحديثة في كل مراحل التعليم وله ميزات نستطيع أن نوجزها فيما يلي :
تشتق فكرته من القيم الديمقراطية التي تقضي بأن يتحمل التلاميذ مسئولية العمل نحو أهداف يفهمونها ويعتبرونها جديرة باهتمامهم .
(أ‌) وسيلة لاكتشاف الفرد لأخطائه ونقاط ضعفه وهذا يؤدي بدوره إلي تعديل في سلوكه وإلى سيره في الاتجاه الصحيح .
(ج) يجعل الفرد أكثر تسامحاً نحو أخطاء الآخرين لأنه بخبرته قد أدرك أن لكل فرد أخطاءه
وليس من الحكمة استخدام هذه الأخطاء للتشهير أو التأنيب أو التهكم
(د) يعود الفرد على تفهم دوافع سلوكه ويساعده على تحسين جوانب ضعفه مما يولد الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس .
وهناك وسائل متنوعة التقويم الذاتي تساعد على تقويم الفرد ومن ذلك :
(أ‌) احتفاظه بعينات من عمله أو بسجل يسجل فيه أوجه النشاط الذي قام به .
(ب‌) مقارنة مجهوده الحالي بمجهوده السابق .
(ج) تسجيل النتائج التي أمكنه الوصول إليها ، والضعف الذي أمكنه التغلب عليه .
ومن أنواع التقويم الذاتي :
(أ) تقويم التلميذ لنفسه :
ونستطيع أن نعود التلميذ على ذلك بكتابة تقريرات عن نفسه وعن الغرض من نشاطه والخطة التي يسير عليها في دراسته وفي حياته الخالصة ، والمشكلات التي اعترضته ، والنواحي التي استفاد منها ، والدراسة التي قام بها ، ومقدار ميله أو بعده عنها ، ويمكن أن يوجه التلميذ إلى نفسه الأسئلة المناسبة ويستعين بالإجابة عنها على تقويم نفسه.
-7-
( ب) تقويم المعلم لنفسه :
يتلقى المعلم عادة منهجاً دراسياً لتدريسه لتلاميذه ، وهو بحاجة إلى أن يكون قادراً على تقييم إمكانياته ، ولما كان للمعلمين نقاط قوتهم وضعفهم فيجب أن يقوم كل منهم كل منهم بتقويم ذاته في جميع مجلات عمله ليعمل على تحسين أدائه وإليك بعض الأسئلة التي يستطيع المعلم استخدامها في هذا المجال :
(1) إلى أي حد تستطيع التعرف على مشكلات التلاميذ ؟
(2) إلى أي حد يسبب لك حفظ النظام في الفصل المتاعب ؟
(3) إلى أي حد تقدم لك المدرسة التسهيلات لحلها ؟
(4) إلى أي حد يتسع وقتك للاشتراك في النشاط المدرسي والإدارة المدرسية ؟
(5) إلى أي حد تحس بأن لدي تلاميذك القدرة على التحسن باستمرار ؟
(6) إلى أي حد يقوم التلاميذ بدور إيجابي في المناقشة وتوجيه الأسئلة ؟
(7) إلى أي حد تعامل تلاميذك كلهم معاملة واحدة على أنهم متساوون في كل شيء ؟
(Cool إلى أي حد ترى أن التجديد والابتكار والتجريب في الاختبارات المدرسية مفيد؟
(9) إلى أي حد تشعر بجدوى الاجتماعات المدرسية الدورية ؟
(10) إلى أي حد ترى أنك راض عن مهنتك ؟
(11) إلى أي حد توفر لك المدرسة الوسائل التعليمية ؟
(12) إلى أي حد يتعاون معك مدرسو المواد الأخرى فيما يتصل بمشكلات التلاميذ ؟
(13) إلى أي حد يقبل التلاميذ على أداء الواجبات المدرسية التي تكلفهم إياها ؟
(14) إلى أي حد يحقق تدريسك الأهداف العامة من التربية ؟
(15) إلى أي حد يحقق تدريسك الأهداف العامة لمادتك ؟
(16) إلى أي حد يتعاون معك التلاميذ في المدرسة والفصل ؟
(17) إلى أي حد يتسع وقتك لقراءة الصحف والمجلات ؟
(18) إلى أي تشجع تلاميذك على استعمال المراجع والقراءة الحرة ؟
(19) إلى أي حد يسع وقتك لتوطيد العلاقة بينك وبين البيئة وأولياء الأمور ؟
-8-
(جـ) تقويم المدرس للتلاميذ :
ينبغي أن يلجأ المدرس إلى جميع المصادر التي تمده بالأدلة والحقائق والشواهد على نمو التلميذ نحو الأهداف المنشودة سواء كانت هذه الأدلة كمية أو فرعية أو وصفية أو موضوعية أو ذاتية فمن الآباء يمكن للمدرس معرفة الظروف المنزلية التي تؤثر في التلميذ ، ومن ملاحظة سلوكه في المواقف المختلفة يمكن جمع معلومات وبيانات هامة عن ميوله واتجاهاته وانطوائه أو انبساطه ،وعن مدى ثقته بنفسه وكيفية تمضية وقت فراغه …الخ ومن الاختبارات والمقاييس المختلفة ، يمكن قياس جوانب شخصية التلميذ من ميول ومهارات ومعلومات واتجاهات وقدرات وقيم وعادات ، ومن الضروري أن تسجل مثل هذه الملاحظات والبيانات المجموعة عن التلميذ أولا بأول في سجلات أو بطاقات تعطى صورة عن التلميذ في شتى النواحي .
(2)التقويم الجماعـي :
ويتضمن ثلاثة أنواع يتمم بعضها بعضاً مثل :
تقويم الجماعة لنفسها :
وذلك لمعرفة مدى ما وصلت إليه من تقديم نحو الأهداف الموضوعة مثل تقدم التلاميذ لأنفسهم أثناء القيام بالوحدات أو المشروعات أو بالأنشطة كالرحلات أو الزيارات أو بعد الانتهاء منها. وعادة يتم التقويم الجماعي لأعمال الجماعة نفسها بتوجيه من المدرس وتحت إشرافه فيناقشهم فيما قاموا به من دراسة ونشاط ، وما حققوه وما لم يحققوه والصعوبات ومداها وكيف تغلبوا عليها ومدى إتقانهم للعمل ووسائل تحسينه .الخ
تقويم الجـماعة لإفــرادها:
وهذا النوع من التقويم يتصل بالنوع السابق ، وهو ينحصر في تقويم عمل كل فرد ومدى مساهمته في النشاط الذي تقوم به الجماعة ويقوم المدرس فيه بالتوجيه والتشجيع ليتقبل التلميذ النقد البناء الذي يساعد على التحسين ، وليشعر التلميذ بالثقة في نفسه وتقدير الجماعة لجهده مهما بدأ هذا الجهد صغيراً .ومن خلال هذا النوع من التقويم يتعلم التلاميذ آداب الحوار والالتزام بالنظام أثناء المناقشة فلا يتكلم أي تلميذ إلا إذا سمح له بذلك ، كما يتعلم أن عملية النقد تتطلب إبراز النقاط الإيجابية والنقاط السلبية معاً ، وإن الاختلاف في الرأي يعتبر ظاهرة صحية ، وعلى كل تلميذ أن يثبت صحة رأيه بطريقة مقنعة للآخرين .
-9-
تقويم الجماعة لجماعة أخرى :
لا يمكن للجماعة أن تكون فكرة تامة عن نفسها إلا بمقارنتها بجماعة أخرى تقوم بنفس العمل أو بأعمال مشابهة . كما يحدث في الأنشطة الرياضية أو معارض المدارس والحفلات حيث تتعرض عملية التقويم لخطة كل فريق وتنفيذها أو لطريقة حل المشكلات التي تواجه الجماعات.
وهذا النوع من التقويم يؤدي إلى تعاون تلاميذ المجموعة الواحدة ونشر روح الحب والإخاء والصداقة بينهم لأنهم جميعاً يعملون من أجل هدف واحد تنعكس نتائجه عليهم جميعاً .
وهذا النوع من أساليب التقويم قليل الانتشار في مدارسنا ويجب تدعيمه بكافة الوسائل الممكنة حتى تسهم التربية في خلق جيل جديد تسود بين أفراده روح المحبة والتعاون .
بحراالحنان
بحراالحنان

المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 26/02/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى