social studies netgroup
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتبة مفاهيم ومصطلحات سياسية

اذهب الى الأسفل

طرائق تدريس دراسات اجتماعية مكتبة مفاهيم ومصطلحات سياسية

مُساهمة  محمد صلاح عبد الحميد عبد الأحد مايو 09, 2010 9:15 am

النظام السياسي هو نظام اجتماعي وظيفته إدارة موارد المجتمع استنادا إلى سلطة مخولة له و تحقيف الصالح العام عن طريق سن و تفعيل السياسات.
و هو في صورته السلوكية تلك المجموعة المترابطة من السلوك المقنن الذي ينظم عمل كل القوى والمؤسسات والوحدات الجزئية التي يتألف منها أي كل سياسي داخل أي بناء اجتماعي.
اما في صورته الهيكلية فهو عبارة عن مجموعة المؤسسات التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي وهي المؤسسات التشريعية والتنفيذية و القضائية.
الفاعل السياسي :
هو الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال التأثير على صنع القرار السياسي أو الشخص الذي يؤثر على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية وديناميات الجماعة. وهذا يشمل الأشخاص الذين يشغلون مناصب صنع القرار في الحكومة، والناس الذين يبحثون عن هذه المواقف، سواء عن طريق الانتخابات، الانقلاب، والتعيين ، وتزوير الانتخابات .

للحزب السياسي تعريفات كثيرة واختلفت هذه التعريفات باختلاف وتنوع الأيديولوجيات والمفكرين الذين تناولوا هذا الموضوع بالبحث والتحليل. فهناك من ركز على أهمية الأيديولوجية حيث رأى إن الحزب هو اجتماع عدد من الناس يعتنقون العقيدة السياسية نفسها، ورأى آخرون أن الأحزاب تعبير سياسي عن الطبقات الاجتماعية، وهناك من رأى أنها جمعيات هدفها العمل السياسي، وآخر رأى أنها تكتل المواطنين المتحدين حول ذات النظام،
الحرية

<استخدم مصطلح الحرية في العالم الغربي للدلالة على رفــض الأنظمـــة العبودية والإقطاعية في العصور الوسطى، وترسخ بعد انتصار الثورات التي ألغت الإقطاع وأقامت الأنظمة الجمهورية، واستمر حتى صار يحمل دلالة تعادل (صيغة تقرير المصير الفردي والجماعي، وفي درجة الاستقلال الذاتي الذي تشجع عليه وتبيحه (الديمقراطية)، وفي طبيعة العملية الديمقراطية وفي مجال أوسع للحريات الأخرى الأكثر خصوصية والتي هي من صلب طبيعة العملية الديمقراطية، أو انها من المتطلبات الضرورية
لوجودها
تتمة الحرية
إلا أن المفردة شاعت بدلالتها الغربية في الثقافة الإسلامية المعاصرة بتأثر الاحتكاك الحضاري وحملت دلالة التحرر من الأنظمة الدكتاتورية ومن السيطرة الاستعمارية والدعوة للمشاركة الشعبية في القرار السياسي ولذلك فهي لا تحمل دلالة محددة وثابتة.
النظرية السياسية: هي جهد او نوع من انواع الفكر السياسي، و تعنى النظرية السياسية بنقل الظواهر المختلفة التي تقع فعلا في عالم السياسة إلى نطاق العلم الواقعي المتفق مع العقل والإطار الواقعي أو العملي في علم السياسة او العلوم السياسية لا يشغله ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع السياسي،وإنما يبحث في طبيعة الظاهرة بوصفها أمراً واقعاً. يختلف علماء السياسة في تحديدهم لما يعنونه بالنظرية السياسية فيظهر تحليل أعمال المشتغلين بالنظرية السياسية أن أعمالهم تدور حول ثلاثة محاور رئيسة : النظرية السياسية باعتبارها تدبراً في أسس الوجود السياسي في كليته، فتبحث النظرية السياسية في أسس الالتزام السياسي ومفهوم الجماعة السياسية والمبادئ السياسية التي تحكم التطور السياسي ( الحرية – المساواة العدالة ...) ويرتبط التدبر بمفهوم التدبير بما يتضمنه هذا الأخير من أبعاد حركية وقيمية، والنظرية السياسية وفق هذه الرؤية لا يمكن أن تكون إلا عامة تنتظم كافة عناصر الوجود السياسي سواء الداخلي والخارجي والفردي والجماعي، كما أنها لابد أن تكون مجردة، فهي وإن استندت إلى التعميمات المبنية على الخبرة المباشرة فإنها تتجاوزها بحثاً عن التجريد الذي يسمح بإطلاقها عبر عنصري الزمان والمكان، وهي إلى ذلك لابد أن تجمع بين عنصري القيم والوقائع، فهي تجمع بين الفلسفة والعلم والأيديولوجيا وبحث طبيعة الوجود السياسي إنما هو لدراسة التطور السياسي من موقف لآخر. ومن ثم تقتضي دراسة النظرية السياسية الجمع بين ثلاثة أقسام: قسم يبحث في المبادئ أو القيم التي تحدد غايات الحركة السياسية في هذا الانتقال وهي مبادئ مطلقة لا تتقيد بموقف معين وإن كانت تمثل الخلفية الفكرية والفلسفية التي تسيطر على التطور السياسي. وقسم وصفي تجريبي ويبحث في تحليل أبعاد ومقومات الموقف السياسي والقسم الثالث يربط هذين الجانبين باتخاذ حل لإنهاء حالة التعارض المتضمنة في أي موقف سياسي من خلال الإجابة على التساؤل كيف يمكن التوفيق بين غايات الموقف السياسي وغايات الوجود السياسي كما يتصورها الفاعل السياسي. 2- النظرية السياسية باعتبارها خطاباً حول الخطاب النظري المتعلق بذلك الجسد من المعرفة الخاص بالثقافة السياسية ومصادر هذه المعرفة وإمكانها، وعليه يصبح الاهتمام بالعمليات المنهجية الخاصة بالمنظومة المعرفية السائدة (العلم) فيصبح من مباحثها الرئيسة ما الخريطة المعرفية السائدة، وما موقع النظرية السياسية منها، وقبل ذلك ما السياسي وما غير السياسي؟ وما حقيقة هذا الحقل وما منطلقاته بتحليل الخطاب الذي تتم فيه صياغة النظريات والمفاهيم ومعالجة القضايا الرئيسة. 3- النظرية السياسية هي محور علم السياسة، بغض النظر عن تحديد المفهوم المحوري لهذا العلم باعتباره الدولة أو السلطة أو القوة، فالنظرية السياسية تستهدف الدراسة "العلمية" للظواهر السياسية تبدأ من تحديد العلاقات الارتباطية بين متغيرات الظاهرة السياسية من خلال الدراسات الاختبارية الإمبريقية التي تفسر الظواهر السياسية، ويتم استخلاص هذه العلاقات من المشاهدة والملاحظة وصولاً إلى النظريات متوسطة المدى التي تسعى لتفسير جانب معين من جوانب الوجود السياسي، وصولاً إلى النظرية العامة أو النظرية الكلية الشاملة التي تسمح بإدراج جميع عناصر الظاهرة السياسة فيها، فتضع القوانين العامة التي تحكم الظاهرة السياسة، وتسد الثغرات بين النظريات الوسيطة والفرعية والتي تعبر بكلمات إيستون عن الأرض المشاع بين نظريات وحقول العلوم السياسية. والملاحظ أن هذه التحديدات الثلاثة تمثل المفاهيم فيها حجر الأساس، فالنظرية السياسية تسعى لبناء النظرية العامة للوجود السياسي بتحديد المفاهيم الأساسية التي ينتظمها، وبالمعنى الثاني للنظرية فإن النظرية تسعى لاستجلاء المعنى بتحليل المفاهيم التي يتضمنها هذا الخطاب النظري، وبالمعنى الثالث فإن المهمة الأساسية للنظرية هي تقديم المفاهيم العلمية لمختلف حقول علم السياسة

التربية السياسية في السيرة النبوية - 1
تعريف التربية السياسية

التربية السياسية هي إعداد الفرد المسلم ليكون مواطناً صالحاً في المجتمع المسلم ، يعرف واجباته فيؤديها من تلقاء نفسه ، طمعاً في ثواب الله عز وجل ، قبل المطالبة بحقوقه ، كما يعرف حقوقه فيسعى إلى اكتسابها بالطرق المشروعة ([1]).

والتربية السياسية جزء أساس من التربية الإسلامية ، لأن التربية الإسلامية تربية شاملة للفرد والمجتمع ، وهذه التربية السياسية واجب اليوم ؛ من أجل إعداد اللبنات المسلمة الصالحة لتكوين المجتمع المسلم ، وهي ركن أساس من أركان التربية الإسلامية لأن التربية الإسلامية تشمل التربية الروحية ، والتربية العقلية ، والتربية الجسدية ، والتربية الوجدانية ، والتربية الاجتماعية ( ومنها التربية السياسية ) ، والتربية العسكرية ، والتربية الاقتصادية ...إلخ ، فالإسلام دين للفرد وللمجتمع ، ولايقوم مجتمع مسلم بدون سياسة مسلمة ، فالتربية السياسية ( تعد المواطنين لممارسة الشئون العامة في ميدان الحياة ، عن طريق الوعي والمشاركة ، وعن طريق إعدادهم لتحمل المسؤولية ، وتمكينهم من القيام بواجباتهم، والتمسك بحقوقهم ، وتبدأ التربية السياسـية في مرحلة مبكرة من العمر ، وتستمر خلال سـنوات العمر كله)([2]) .

ولا بد أن تسهم جميع المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت والمدرسة والأندية ووسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزة ، والجامعات والمكتبات العامة ؛ في إعداد المواطنين المسلمين إعداداً سياسياً ، كي يقوم المجتمع المسلم .

ومما ابتلي به المسلمون خوفهم من السياسة ، وابتعاد العلماء والدعاة المسلمين عنها ، بعد أن شـوّه مكيافللي مفهومها ، وبعد أن سبق إليها العلمانيون والملحدون وأعداء المسلمين ، وصاروا ينظرون إلى البلدان التي خربها تصارع الأحزاب السياسية فيها ؛ كما حصل في لبنان خلال العقدين السابع والثامن من القرن العشرين ، ويظنون أن كل بلد سوف يشجع العمل السياسي سوف يحصل لـه ما حصل في لبنان ، وهذا مجانب للصواب ، لقد حصل في لبنان ماحصل ؛ لأن الشعب يجهل السياسة ، ولم يرب َ ذلك الشعب ولاغيره التربية السياسية التي تعد المواطن المسلم كي يقدم واجباته نحو المجتمع طاعة لله عزوجل وطمعاً في ثوابه ، كما أنه يطالب بحقوقه بالطرق المشروعة .

إن تصارع الأحزاب بالبندقية دليل مؤكد على جهل أهل ذلك البلد بالعمل السياسي، فالعمل السياسي ليس عملاً عسكرياً ، بل يبدأ العمل العسكري عندما يفشل العمل السياسي ، وعندما نجد صراعاً مسلحاً في بلد ما ، هذا دليل واضح ومؤكد على تخلف أهل هذا البلد في العمل السياسي، وحاجتهم الماسـة إلى التربية السياسية([3]).

ومما لاريب فيه أن بلدان أوربا الغربية ، وأميركا الشمالية متقدمة في العمل السياسي ، لذلك لم نسمع عن صراع مسلح ذي بال في أوربا الغربية أو أميركا الشمالية ، فالانتخابات والتعددية السياسية وتداول السلطة وحرية الرأي والعقيدة ، من البدهيات الراسخة فيها .

وسوف نتتبع التربية السياسية في السيرة النبويـة ، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هي التطبيق العملي لكتاب الله عزوجل ، ومن السيرة نستبط الفهم الإسلامي الجماعي الصحيح لديننا ، ونحن نتهيأ لإقامــة المجتمع المســلم الذي طال انتظارنا لـه . ومن معاني التربية السياسية في السيرة النبوية الهجرة .

تعريف الهجـرة :

جاء في لسان العرب لابن منظور ، وتاج العروس للزبيدي مادة (هجر) الهجرضد الوصل هجره يهجره هجراً ، وهجراناً صرمه ، وهما يهتجران ، و يتهاجران والاسم الهجرة وفي الحديث ( لا هجرة بعد ثلاث ).

وأما تعريفها في الشرع ، أو الاصطلاح :

فباختصار شديد : هي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام . كما قال ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن وقال ابن قدامة في المغني : هي الخروج من دار الكفر إلى دار الإسلام . وقال الشيخ سعد بن عتيق رحمه الله - في الدرر السنية - هي : الانتقال من مواضع الشرك والمعاصي إلى بلد الإسلام والطاعة .

ولما اشـتد أذى المشركين على من أسلم وفتن منهم من فتن حتى يقولوا لأحدهم اللات والعزى إلهك من دون الله ؟ فيقول نعم وحتى إن الجعل ليمر بهم فيقولون وهذا إلهك من دون الله فيقول نعم ومر عدو الله أبو جهل بسمية أم عمار بن ياسر وهي تعذب وزوجها وابنها فطعنها بحربة في فرجها حتى قتلها .

ويتضح من سـيرة المصطفـى صلى الله عليه وسلم أنه يجب على المسـلم أن يهاجر من بلـده إذا لم يتمكن من طـاعـة ربـه عزوجل ، والهجـرة هي الانتقال من بلد الشـرك إلى بلـد الإسلام ، والهجرة باقية حتى قيام الساعة ، وقد هاجر إبراهيم عليه السلام من بلاد النمرود ( بلاد الرافدين ) إلى فلسطين ثم مصر ثم الحجاز وفيها ترك طفله الوحيد الذي رزقـه في شيخوخته ، تركه وأمه (هاجر ) في واد غير ذي زرع ، وكان ذلك بداية نشوء مكة المكرمة ، وبناء البيت الحرام من قبل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فيما بعد ، ثم عادإبراهيم عليه السلام إلى فلسطين ، كما هاجر لوط عليه السلام من القرية التي كانت تعمل السـوء ، كما هاجر يونـس عليه السلام ، كما هاجر موسـى عليه السلام ، فقد خرج من مصر عندما خشي على روحـه من فرعون ، وعاش عشـر سنوات أو أكثر في مديـن ، ثم رجع إلى مصر حيث أمره الله بذلك ليدعو فرعون إلى عبادة الله ، ثم هاجر ببني إسرائيل من مصر إلى فلسطين ، وهاجر غيرهم من الرسل وأتباعهم عندما ضيق عليهم من قبل أعدائهم ، حفاظاً على أرواحهم ، ومن أجل الدعوة إلى الله عزوجل . وهكذا يتضح أن الهجرة من سنن الأنبياء والصالحين ، وكل من لايتمكن من عبادة ربـه ، والدعوة إلى دين الله عزوجل ، عليه أن يهاجر إلى البلد الذي يمكنه من ذلك .

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشـة مرتين ، ثم أمرهم بالهجرة إلى المدينة المنورة كما سنرى :

يقول المباركفوري في الرحيق المختوم : كانت بداية الاضطهادت في أواسط أو أواخر السنة الرابعة من البعثة ، بدأت ضعيفة ، ثم اشتدت وتفاقمت في أواسط السنة الخامسة ، حتى نبـا بهم المقام في مكـة ، وفي أثناء ذلك نزلت سورة الكهف وفيها إشارة إلى الهجرة ، ] وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ، فأووا إلى الكهف ينشـر لكم ربكم من رحمتـه ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً [ ـ الكهف 16ـ .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أصحمـة النجاشي ملك عادل ، لايظلم عنده أحـد، فأمـر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة ، فراراً بدينهم من الفتـن . وفي رجب سنة خمس من النبوة هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة ، مكوناً من اثني عشر رجلاً وأربع نسـوة ، وكان رحيلهم تسللاً في ظلمة الليل ، خرجوا إلى البحر . وركبوا سفينتين تجارتين أبحرتا إلى الحبشة . وفي رمضان من نفس العام رجعوا لما بلغهم خبر غير صحيح مفاده أن قريش أسلمت ، ثم عادوا مع الهجرة الثانية . وفي الهجرة الثانية هاجر ثلاثة وثمانون رجلاً وثمان عشرة امرأة .

( لما جاءت رسالة الإسلام وقف المشركون في وجهها وحاربوها، وكانت المواجهة في بداية أمرها محدودة، إلا أنها سرعان ما بدأت تشتد وتتفاقم يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر، حتى ضيَّقت قريش الخناق على المسلمين واضطهدتهم وأرهقتهم، فضاقت عليهم مكة بما رحبت، وصارت الحياة في ظل هذه المواجهة جحيماً لايطاق.فأخذ المسلمون يبحثون عن مكان آمن يلجؤون إليه، ويتخلصون به من عذاب المشركين واضطهادهم.

وفي ظل تلك الظروف التي يعاني منها المسلمون، نزلت سورة الكهف، تلك السورة التي أخبرت بقصة الفتية الذين فروا بدينهم من ظلم ملِكِهِم، وأووا إلى كهف يحتمون به مما يراد بهم. كان في هذه القصة تسلية للمؤمنين، وإرشاداً لهم إلى الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه للخروج مما هم فيه. لقد عرضت قصة أصحاب الكهف نموذجاً للإيمان في النفوس المخلصة، كيف تطمئن به، وتؤثره على زينة الحياة الدنيا ومتاعها، وتلجأ إلى الكهف حين يعز عليها أن تقيم شعائر دينها وعقيدتها، وكيف أن الله تعالى يرعى هذه النفوس المؤمنة ويقيها الفتنة، ويشملها برحمته ورعايته ]وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهـْفِ يَنْشُـرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقـاً[ (الكهف:16).

لقد وضَّحت هذه القصة للمؤمنين طريق الحق والباطل، وبيَّنت أنه لا سبيل إلى للالتقاء بينهما بحال من الأحوال، وإنما هي المفاصلة والفرار بالدين والعقيدة، وانطلاقاً من هذه الرؤية القرآنية أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة، وقد وصفت أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحدث فقالت : (لما ضاقت علينا مكة، و أوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتنوا ، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله عليه وسلم إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالاً - أي جماعات - حتى اجتمعنا بها ، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمِنَّا على ديننا ولم نخش منه ظلماً ) رواه البيهقي بسند حسن .

وهكذا هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة، وكان هذا الفوج مكوناً من اثني عشر رجلاً و أربع نسوة، كان في مقدمتهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رحيلهم تسللاً تحت جنح الظلام حتى لا تشعر بهم قريش، فخرجوا إلى البحر عن طريق جدة، فوجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، ولما علمت قريش بخبرهم خرجت في إثرهم وما وصلت إلى الشاطئ إلا وكانوا قد غادروه في طريقهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن والأمان، ولقوا الحفاوة والإكرام من ملكها النجاشي الذي كان لا يظلم عنده أحد، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .

وبدأوا الخروج الجماعي أمام سطوة قريش بتوجيه نبوي ، بحيث لاتقع سلطة قريش عليهم ، ويكاد يكون جميع المسلمين مضوا إلى الحبشة ، فقد هاجر من الخمسين الأوائل أربعة وعشرون ، وهاجرت الخمسون الثانية تقريباً ، ولم يبق في مكة إلا ستة وعشرون صحابياً ، وكأنما نقل مركز الدعوة إلى الحبشة ، وبقي حول الرسول صلى الله عليه وسلم كتيبة الفدائيين الذين يحمونه([4]) .

وهكذا هيأ الله لعباده المؤمنين المستضعفين المأوى والحماية من أذى قريش وأمَّنهم على دينهم وأنفسهم ، وكان في هذه الهجرة خير للمسلمين، إذ استطاعوا -فضلاً عن حفظ دينهم وأنفسهم - أن ينشروا دعوتهم، ويكسبوا أرضاً جديدة تكون منطلقاً لتلك الدعوة، ومن كان مع الله كان الله معه نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وعباده المؤمنين في كل مكان .

ويجدر بنا في الحركة الإسلامية التمعن في هذه المعاني ، نستقي منها التربية السياسية ، ونحن مهجرون في أصقاع الأرض ، لنعرف لماذا نحن هنا ؟ ولماذا تركنا بلدنا؟ ومتى نعود إليه ؟ وبالطبع سنعود إليه عندما يلغى المرسوم (49) ، وعندما يلغى قانون الطوارئ ، وعندما يسمح لنا بالعودة من بوابة المواطنين السوريين ، أي من غير البوابة الأمنية ، وسنعود إلى بلدنا عندما يغلب على ظننا أننا سنعبد ربنا فيه ، دون أذى واضطهاد ، ومن عبادتنا لربنا أن ندعو أنفسنا وأولادنا وأقاربنا وجيراننا وأصحابنا وزملاءنا .ندعوهم إلى دين الله ، ونربيهم عليه ، ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذه الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ؛من أساسيات ديننا ، ومن هذه الدعوة إلى الله تربيـة أنفسنا وأولادنا وغيرهم على الإسلام في المساجد ، والمدارس ، والمكتبات ، والمخيمات ، والمهرجانات ، والمعارض ، والإذاعة ، والرائي ، وغيرها من وسائل الدعوة الحديثة .وبكلمة موجزة ، عندما تقوم في سوريا حكومة ديموقراطية حقيقية لاتقصي أحداً من أبناء سوريا ، ولذلك نطالب بتغيير النظام الاستبدادي الحالي ، وتبديله بنظام ديموقراطي .
محمد صلاح عبد الحميد عبد
محمد صلاح عبد الحميد عبد

المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 01/04/2010
العمر : 34
الموقع : www.wady.webgoo.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى