متطلبات المعلم العربي في عصر التقنية
صفحة 1 من اصل 1
متطلبات المعلم العربي في عصر التقنية
بسم الله الرحمن الرحيم
-------------------------------
إن التعليم يعد من أسمي المهن ، وهو مهنة لا تساويها مهنة في الفضل والرفعة ، والعملية التعليمية ما هى إلا منظومة متكاملة متعددة الأطراف ، تشتمل على المعلم والتلاميذ والمنهج والوسائل التقنية ، والإدارة المدرسية ، وأي عنصر منها له قيمة ومدلول وشأن يرتبط بنجاح عملية الاتصال التعليمى . والحقيقة أن المتتبع للواقع الفعلي للتعلم فى مدارسنا يجد أن الإلقاء مازال هو المسيطر على كثير من المعلمين ، وإلى جانب هذا نجد أن الحفظ والاستظهار هو الجانب المنعكس من الطلاب،وأن صفة التفكير والبحث تكاد تخلو من الفصول الدراسية ماعدا بعض المشاركات البسيطة جداً 0 كما أن استخدام المعلم للوسائل التقنية ( كالتليفزيون والأقمار الصناعية، والكمبيوتر، والفيديو، والفيديو ديسك وشبكة الإنترنت ) يكاد يكون قاصراً على بعض المدارس المتميزة ، بينما محروم منه القاعدة العريضة من مدارسنا ، وعلى هذا أكاد أجزم أن معلمينا يحتاجون للكثير والكثير من التدريب على ابتكار وتفعيل وإنتاج واستخدام الوسائل المعينة على أداء مهامهم النبيلة ، وأؤكد على أن هناك عجز عن فهم سبب إصرار غالبية المعلمين على استخدام الطريقة التقليدية داخل القاعات الدراسية دون غيرها ، فعلى الرغم من تطور المكان والزمان وتوفر الإمكانات يظل المعلم اليوم حبيسا لصورة المعلم القديم الذي تلقى على يديه دراساته القبلية 0
إذن نحن أمام قصور واضح لا يتماشى مع متطلبات التغيرات التاريخية من حيث إعداد المعلم . حتى أن بعض الدورات التدريبية لا تخرج عن كونها محاضرات إلقائية مع ظهور الإهمال فى استخدام بعض وسائل التقنية مثل (الداتا شو) أو( الأوفرهد) . كما أن أغلب تلك الدورات لا تمس تطور المعلم من حيث إعداد وإخضاع التقنية والوسائل لدروسه ، وربما يحتاج كادر التدريب ذاته لتدريب أفضل . والحقيقة أننا اليوم بحاجة إلى المعلم الواعى القادر على استخدام التقنية بكافة أشكالها وأنواعها ، وتوظيفها فى خدمة العملية التعليمية ، إنه المعلم الذى لديه الوعى بكيفية بث دروسه عبر شبكة الانترنت من خلال الفصول الافتراضية ، وكيفية التواصل الالكتروني مع تلاميذه عن طريق البريد الالكتروني وغرف الحوار ومنتديات النقاش التعليمية ، وأساليب المتابعة الالكترونية لانجازات تلاميذه ، وطرائق البحث فى مصادر المعرفة الالكترونية المختلفة لتلبية حاجات تلاميذه التعليمية ، وآليات إرسال واستقبال الواجبات الإلكترونية ، وتطوير الاختبارات الالكترونية ، إننا بحاجة إلى معلم قادر على تطوير مهاراته ليس فقط عن طريق الدورات التدريبية للوزارة ، ولا من خلال دراسته بل بمجهوده ذاتي ، والحقيقة أن التطوير يحتاج إلى الجرأة ، ولعل ذلك يذكرنا بواقعة تاريخية شهيرة لها مدلولاتها الخطيرة ، ولو أنها جاءت من العالم الشيوعي المادي :فعندما أراد الزعيم السوفيتي السابق (جورباتشوف) أن يحدث تغييرا في المجتمع المتجمد الروسي الخاضع للقرارات المركزية منذ حين من الدهر لم يبدأ بخطة تغيير المجتمع بما يعرف بـ( البرسيويكا ) بل بدأها بخطة أكثر جرأة وهي (الجلاسنوست) أو ما يعرف بالمكاشفة ، وهذه خطوة ذكية وجريئة وعبقرية ، فقبل التغيير لابد من المكاشفة ، ومعرفة مكمن الخطأ في المجتمع ، فهل نحن بحاجة لجلاسنوست تعليمي قبل البرسترويكا التعليمية ، فيجب علينا أن نعرف موقع خطأنا قبل أن نحاول السير الصحيح ، فهل نحن بحاجة لتغيير المناهج أم تدريب المعلمين أم تدريب المشرفين أم تغيير نظرة المجتمع للمعلم وللمدرسة ، أم تدريب المعلم كيف يكون واثقا من نفسه عارفاً لمقدراته ،ومكامن الابداع فيه ، واستغلال قدراته المبنية على هذا التواصل الطويل مع الطلاب . خاصة وأن التغيير والتجديد والإبداع يحتاج إلى مراجعة أنفسنا ، ثم وضع الخطط لإظهار تلك الأفكار لطاولة البحث والتجريب . وتطوير رؤيتنا للعالم ، والتخلى عن تقوقعنا ، والحديث عن أمجادنا السابقة ، فالمعلم هو محور العملية التعليمية ، ويجب وضع دراسة شاملة عن كيفية بناء هذا المعلم بطريقة تتماشى مع روح العصر , ذلك المعلم الذي مازال يعد الوسائل والأقلام الملونة لمجرد معرفته أن المشرف سيقوم بزيارته 0
وأخيرا أيها المعلم .. إن الأمة العربية تعلق عليك آمالاً كبيرة , لأنها قدمت لك أغلى ما تملك ، قدمت لك ثمرة فؤادها ، وفلذة كبدها ، فماذا ستفعل فيها ، هل سترعاها وتؤدي ما اؤتمنت عليه ، أم ماذا ؟ ولعل قول رسول الله ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) يغني عن كثير من الكلام .. ألا فاتقوا الله في أولادنا ، وعلموهم ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات ، وبناء حاضر ومستقبل أمتهم .
إذن نحن أمام قصور واضح لا يتماشى مع متطلبات التغيرات التاريخية من حيث إعداد المعلم . حتى أن بعض الدورات التدريبية لا تخرج عن كونها محاضرات إلقائية مع ظهور الإهمال فى استخدام بعض وسائل التقنية مثل (الداتا شو) أو( الأوفرهد) . كما أن أغلب تلك الدورات لا تمس تطور المعلم من حيث إعداد وإخضاع التقنية والوسائل لدروسه ، وربما يحتاج كادر التدريب ذاته لتدريب أفضل . والحقيقة أننا اليوم بحاجة إلى المعلم الواعى القادر على استخدام التقنية بكافة أشكالها وأنواعها ، وتوظيفها فى خدمة العملية التعليمية ، إنه المعلم الذى لديه الوعى بكيفية بث دروسه عبر شبكة الانترنت من خلال الفصول الافتراضية ، وكيفية التواصل الالكتروني مع تلاميذه عن طريق البريد الالكتروني وغرف الحوار ومنتديات النقاش التعليمية ، وأساليب المتابعة الالكترونية لانجازات تلاميذه ، وطرائق البحث فى مصادر المعرفة الالكترونية المختلفة لتلبية حاجات تلاميذه التعليمية ، وآليات إرسال واستقبال الواجبات الإلكترونية ، وتطوير الاختبارات الالكترونية ، إننا بحاجة إلى معلم قادر على تطوير مهاراته ليس فقط عن طريق الدورات التدريبية للوزارة ، ولا من خلال دراسته بل بمجهوده ذاتي ، والحقيقة أن التطوير يحتاج إلى الجرأة ، ولعل ذلك يذكرنا بواقعة تاريخية شهيرة لها مدلولاتها الخطيرة ، ولو أنها جاءت من العالم الشيوعي المادي :فعندما أراد الزعيم السوفيتي السابق (جورباتشوف) أن يحدث تغييرا في المجتمع المتجمد الروسي الخاضع للقرارات المركزية منذ حين من الدهر لم يبدأ بخطة تغيير المجتمع بما يعرف بـ( البرسيويكا ) بل بدأها بخطة أكثر جرأة وهي (الجلاسنوست) أو ما يعرف بالمكاشفة ، وهذه خطوة ذكية وجريئة وعبقرية ، فقبل التغيير لابد من المكاشفة ، ومعرفة مكمن الخطأ في المجتمع ، فهل نحن بحاجة لجلاسنوست تعليمي قبل البرسترويكا التعليمية ، فيجب علينا أن نعرف موقع خطأنا قبل أن نحاول السير الصحيح ، فهل نحن بحاجة لتغيير المناهج أم تدريب المعلمين أم تدريب المشرفين أم تغيير نظرة المجتمع للمعلم وللمدرسة ، أم تدريب المعلم كيف يكون واثقا من نفسه عارفاً لمقدراته ،ومكامن الابداع فيه ، واستغلال قدراته المبنية على هذا التواصل الطويل مع الطلاب . خاصة وأن التغيير والتجديد والإبداع يحتاج إلى مراجعة أنفسنا ، ثم وضع الخطط لإظهار تلك الأفكار لطاولة البحث والتجريب . وتطوير رؤيتنا للعالم ، والتخلى عن تقوقعنا ، والحديث عن أمجادنا السابقة ، فالمعلم هو محور العملية التعليمية ، ويجب وضع دراسة شاملة عن كيفية بناء هذا المعلم بطريقة تتماشى مع روح العصر , ذلك المعلم الذي مازال يعد الوسائل والأقلام الملونة لمجرد معرفته أن المشرف سيقوم بزيارته 0
وأخيرا أيها المعلم .. إن الأمة العربية تعلق عليك آمالاً كبيرة , لأنها قدمت لك أغلى ما تملك ، قدمت لك ثمرة فؤادها ، وفلذة كبدها ، فماذا ستفعل فيها ، هل سترعاها وتؤدي ما اؤتمنت عليه ، أم ماذا ؟ ولعل قول رسول الله ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) يغني عن كثير من الكلام .. ألا فاتقوا الله في أولادنا ، وعلموهم ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات ، وبناء حاضر ومستقبل أمتهم .
بقلم / د0صفاء محمد على
مدرس المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى