نحو علاقة متميزة بين المعلم والتلميذ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نحو علاقة متميزة بين المعلم والتلميذ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما زالت الصحف والمجلات تطلعنا بصفة تكاد تكون دورية عن حوادث المعلمين والتلاميذ ، وما يقع بين الطرفين من مشاحنات وصدامات وضرب وإساءة ، مما يصور لنا الواقع المرير الذي تعانى منه مؤسساتنا التربوية ، وينذر بوجود خلل في بنية العلاقة بين المعلمين وتلاميذهم، وكذا بين التلاميذ وذويهم، بل وبين التلاميذ وبعضهم البعض ، وينبئ بضرورة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها سد الفجوة بين جميع الأطراف المساهمة في مجتمعنا التربوي ، وتهيئة بيئة تعليمية آمنة ، يسودها المحبة والرعاية والتفاهّم ، قبل الشروع في تنفيذ الرسالة الكبرى للتربية والتعليم ، والتي تتمثل في تزويد المتعلمين بأدوات المعرفة الضرورية لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم •
والحقيقة أن العلاقة التربوية هي من طبيعتها علاقة تفاعلية بين المعلم والتلميذ ، يعيش فيها التلميذ (الطفل) خبراته وذكرياته اللاشعورية الأولى المرتبطة بالوالدين ، ويسقط على شخص المعلم انفعالاته ومشاعره الطفلية تجاه والديه، ومن هنا يعيش التلميذ (الطفل) أزمته النفسية والاجتماعية مرة أخرى مع الصورة البديلة ( المعلم ) ، وكذلك الحال مع المعلم ، فقد تفجر مواقف الطفل وتصرفاته المواقف الطفلية لدى المعلم أيضاً ، أو قد تمثل عوامل ضغط على المعلم نتيجة لما يعانيه من إحباطات ومشكلات ، ومن هنا قد تكون ردود فعل المعلم ردود فعل لا شعورية تحمل أزمة المعلم نفسه فيسقطها على التلميذ ذاته ، وهنا تحدث أزمة في العلاقة التربوية .
ولذا ينبغي أن يعاد النظر فى منظومتنا التربوية والتعليمية ، فلا ينبغي أن يكتفي المسئولين على مجرد السعي المتواصل لتحديثها وتطوير بنيتها ، بل ينبغي نشر ثقافة تربوية تسهم في ترسيخ مفهوم البيئة الآمنة المستقرة القادرة على احتواء كل مشكلات أبنائها وموظفيها بقدر كبير من الخبرة والإنسانية والتجرد من الأهواء والمصالح الشخصية الضيقة ، تلك البيئة التى يزينها مجموعة من الأخصائيين النفسيين المدربين على أعلى مستوى ، والقادرين على كشف الفئات المستهدفة وتقييمها وعلاجها ، ويحييها مجموعة من المعلمين من ذوى الثقة في علمهم وخلقهم واستقرارهم النفسي والعاطفي ، والذين يعملون فى ظل آلية واضحة ، ويجمعهم فكر تربوى مشترك ، ويتسمون بروح الصداقة ، والإنسانية ، والأذن الواعية، والعين البصيرة 0 خاصة وأن الكثير من الدراسات أكدت على أن تلاميذ المعلمين المتصفين بالاتزان الانفعالي، يظهرون مستوى من الأمن الانفعالي والصحة النفسية أعلى من المستوى الذي يظهره تلاميذ المعلمين المتسمين بالتوتر وعدم الاتزان ، كما أن التلاميذ الذين يتولى تعليمهم معلمون عقابيون يظهرون سلوكاً عدوانياً وعدم اهتمام بالتعلم والموضوعات المدرسية،وذلك في حال مقارنتهم بالتلاميذ الذين يقوم بتعليمهم معلمون غير عقابيين أو متسامحين 0
إذن ضماناً لتنشئة صالحة وسوية لأبنائنا ، فإنه ينبغي أن يكون المعلم قديرا ليس فقط في تخصصه، وأسلوبه التدريسي ، ولكن أيضا في طريقة تعامله معهم، وأن يكون متدرباً على تشخيص مشكلاتهم،ووضع الحلول التربوية الملائمة لها - والتى أثبتت تجارب الآخرين نجاحها - وأن يكون معايشاً لأدق تفاصيل حياتهم ، ومشجعاً على الحوار اليومي الدائم والمتجدد ، والذى من شأنه أن يبدد همومهم ومخاوفهم ، ويحيطهم بالحب والعطف ، وأن يتجاوز عن هفواتهم الصغيرة، ويقابلها بالصبر والحزم والرعاية ، وأن يتصرف معهم من منطلق أنهم أطفال صغار، فلا يتعامل معهم تعامل الند للند، فيلجأ إلى تعنيفهم أو الانتقام منهم أو إيذائهم رداً على ما قد يبدر منهم من تصرفات تجانب الصواب، وتستفز المشاعر ، وقبل كل هذا ، لابد أن يكون المعلم قد امتهن مهنة التدريس ، لأنه يراها رسالة عظيمة قبل أن تكون مصدراً للرزق والمعاش 0 وفي المقابل يحتاج المعلمون إلى من يتفهم الصعوبات العظيمة التي يواجهونها في مهنتهم ، والضغوط النفسية التي قد يعانون منها ، والتي قد تؤثر في أدائهم، ويحتاجون إلى من يقدّر حجم الأعباء التي يتحملونها فيجزل لهم العطاء، ويخفف عنهم العبء، ويعاونهم على أن يكونوا منابع نور تضيء حياة التلاميذ، وظلالاً تظلهم وتحميهم ، وذلك من أجل خلق علاقة متميزة بين المعلم والتلميذ 0
بقلم / د0صفاء محمد على
مدرس المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية
-------------------------------
[center]
ما زالت الصحف والمجلات تطلعنا بصفة تكاد تكون دورية عن حوادث المعلمين والتلاميذ ، وما يقع بين الطرفين من مشاحنات وصدامات وضرب وإساءة ، مما يصور لنا الواقع المرير الذي تعانى منه مؤسساتنا التربوية ، وينذر بوجود خلل في بنية العلاقة بين المعلمين وتلاميذهم، وكذا بين التلاميذ وذويهم، بل وبين التلاميذ وبعضهم البعض ، وينبئ بضرورة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها سد الفجوة بين جميع الأطراف المساهمة في مجتمعنا التربوي ، وتهيئة بيئة تعليمية آمنة ، يسودها المحبة والرعاية والتفاهّم ، قبل الشروع في تنفيذ الرسالة الكبرى للتربية والتعليم ، والتي تتمثل في تزويد المتعلمين بأدوات المعرفة الضرورية لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم •
والحقيقة أن العلاقة التربوية هي من طبيعتها علاقة تفاعلية بين المعلم والتلميذ ، يعيش فيها التلميذ (الطفل) خبراته وذكرياته اللاشعورية الأولى المرتبطة بالوالدين ، ويسقط على شخص المعلم انفعالاته ومشاعره الطفلية تجاه والديه، ومن هنا يعيش التلميذ (الطفل) أزمته النفسية والاجتماعية مرة أخرى مع الصورة البديلة ( المعلم ) ، وكذلك الحال مع المعلم ، فقد تفجر مواقف الطفل وتصرفاته المواقف الطفلية لدى المعلم أيضاً ، أو قد تمثل عوامل ضغط على المعلم نتيجة لما يعانيه من إحباطات ومشكلات ، ومن هنا قد تكون ردود فعل المعلم ردود فعل لا شعورية تحمل أزمة المعلم نفسه فيسقطها على التلميذ ذاته ، وهنا تحدث أزمة في العلاقة التربوية .
ولذا ينبغي أن يعاد النظر فى منظومتنا التربوية والتعليمية ، فلا ينبغي أن يكتفي المسئولين على مجرد السعي المتواصل لتحديثها وتطوير بنيتها ، بل ينبغي نشر ثقافة تربوية تسهم في ترسيخ مفهوم البيئة الآمنة المستقرة القادرة على احتواء كل مشكلات أبنائها وموظفيها بقدر كبير من الخبرة والإنسانية والتجرد من الأهواء والمصالح الشخصية الضيقة ، تلك البيئة التى يزينها مجموعة من الأخصائيين النفسيين المدربين على أعلى مستوى ، والقادرين على كشف الفئات المستهدفة وتقييمها وعلاجها ، ويحييها مجموعة من المعلمين من ذوى الثقة في علمهم وخلقهم واستقرارهم النفسي والعاطفي ، والذين يعملون فى ظل آلية واضحة ، ويجمعهم فكر تربوى مشترك ، ويتسمون بروح الصداقة ، والإنسانية ، والأذن الواعية، والعين البصيرة 0 خاصة وأن الكثير من الدراسات أكدت على أن تلاميذ المعلمين المتصفين بالاتزان الانفعالي، يظهرون مستوى من الأمن الانفعالي والصحة النفسية أعلى من المستوى الذي يظهره تلاميذ المعلمين المتسمين بالتوتر وعدم الاتزان ، كما أن التلاميذ الذين يتولى تعليمهم معلمون عقابيون يظهرون سلوكاً عدوانياً وعدم اهتمام بالتعلم والموضوعات المدرسية،وذلك في حال مقارنتهم بالتلاميذ الذين يقوم بتعليمهم معلمون غير عقابيين أو متسامحين 0
إذن ضماناً لتنشئة صالحة وسوية لأبنائنا ، فإنه ينبغي أن يكون المعلم قديرا ليس فقط في تخصصه، وأسلوبه التدريسي ، ولكن أيضا في طريقة تعامله معهم، وأن يكون متدرباً على تشخيص مشكلاتهم،ووضع الحلول التربوية الملائمة لها - والتى أثبتت تجارب الآخرين نجاحها - وأن يكون معايشاً لأدق تفاصيل حياتهم ، ومشجعاً على الحوار اليومي الدائم والمتجدد ، والذى من شأنه أن يبدد همومهم ومخاوفهم ، ويحيطهم بالحب والعطف ، وأن يتجاوز عن هفواتهم الصغيرة، ويقابلها بالصبر والحزم والرعاية ، وأن يتصرف معهم من منطلق أنهم أطفال صغار، فلا يتعامل معهم تعامل الند للند، فيلجأ إلى تعنيفهم أو الانتقام منهم أو إيذائهم رداً على ما قد يبدر منهم من تصرفات تجانب الصواب، وتستفز المشاعر ، وقبل كل هذا ، لابد أن يكون المعلم قد امتهن مهنة التدريس ، لأنه يراها رسالة عظيمة قبل أن تكون مصدراً للرزق والمعاش 0 وفي المقابل يحتاج المعلمون إلى من يتفهم الصعوبات العظيمة التي يواجهونها في مهنتهم ، والضغوط النفسية التي قد يعانون منها ، والتي قد تؤثر في أدائهم، ويحتاجون إلى من يقدّر حجم الأعباء التي يتحملونها فيجزل لهم العطاء، ويخفف عنهم العبء، ويعاونهم على أن يكونوا منابع نور تضيء حياة التلاميذ، وظلالاً تظلهم وتحميهم ، وذلك من أجل خلق علاقة متميزة بين المعلم والتلميذ 0
بقلم / د0صفاء محمد على
مدرس المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية
-------------------------------
[center]
رد: نحو علاقة متميزة بين المعلم والتلميذ
الله يبارك فيك ويوفقك
موضوع مهم لكل معلم بالرغم من اختلاف التخصصات
موضوع مهم لكل معلم بالرغم من اختلاف التخصصات
وليد عبدالله الصباح محمد- المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى