social studies netgroup
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا

اذهب الى الأسفل

طرائق تدريس دراسات اجتماعية رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا

مُساهمة  دكتورة_صفاء الأحد يناير 27, 2008 2:23 am

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فهرست رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا، وأهل العدل وأبناء الحمد، بجمل؛ جمع جملة، أي جملة الشيء؛ معانيها وماهيه؛ حقيقته؛ أغراضهم فيها، وهي اثنتان وخمسون رسالة في فنون العلم وغرائب الحكم، وطرائف الآداب، وحقائق المعاني، عن كلام الخلصاء الصوفية، صان الله قدرهم وحرسهم حيث كانوا في البلاد.

وهي مقسومة على أربعة أقسام:
فمنها رياضية تعليمية، ومنها جسمانية طبيعية، ومنها نفسانية عقلية، ومنها ناموسية؛ شرعية؛ إلهية.

فالرسائل الرياضية التعليمية أربع عشرة رسالة

الرسالة الأولى منها في " العدد"

وماهيته وكميته وكيفية خواصه. والغرض المراد من هذه الرسالة هورياضة أنفس المتعلمين للفلسفة، المؤثرين للحكمة، الناظرين في حقائق الأشياء، الباحثين عن علل الموجودات في الهيولى،؛ الهيولى عند الحكماء: شيء قابل للصور، ويسمى بالمادة؛ وهي أنموذج من العالم الأعلى، وبمعرفته يتدرج المرتاض إلى سائر الرياضيات والطبيعيات. وإن علم العدد؛ الجذر: الأصل، وأصل الحساب؛ جذر العلوم، وعنصر الحكمة، ومبدأ المعارف، وإسطقس؛ الأصل: والإسطقسات الأربعة: الماء والأرض والهواء والنار، يوناني معرب؛ المعاني.

الرسالة الثانية في " الهندسة"

وبيان ماهيتها، وكمية أنواعها، وكيفية موضوعاتها.
والغرض المقصود منها هوالتهدي؛ الاهتداء؛ للنفوس من المحسوسات إلى المعقولات،ومن الجسمانيات إلى الروحانيات، ومن ذوات الهيولى إلى المجردات،؛ أي المفارقة المادة؛ وكيفية رؤية البسائط،؛ الموجودات غير المركبة؛ التي لا تتكثر ولا تزداد، ولا تنفرد بالاتجاه، ولا تتقدر بمقدار، ولا انحصار في الأقطار،؛الجوانب، والخطوط الهندسية القاسمة والواصلة؛ كالصورة المجردة المعراة من المواد المبرأة من الهيولى، والجواهر المحضة الروحانية، والذوات المفردة العلوية التي لا تدرك بالعيان، وفوق الزمان والمكان، وكيفية الاتصال بها والإطلاع عليها والترقي بالنفس إليها.

الثالثة رسالة في" النجوم"

شبه المدخل، في معرفة تركيب الأفلاك، وصفة البروج، وسير الكوكب، ومعرفة تأثيراتها في هذا العالم، وكيفية انفعال الأمهات والمواليد منها بالنشوء والبلى والكون والفساد،؛ الكون: وجود الجوهر عن عدم مثل وجود عمروبعد إن لم يكن.والفساد: عدم الجوهر عن وجود مثل أن يموت عمروبعد أن كان حياً.؛ والغرض منها هوتشويق النفوس الصافية للصعود إلى عالم الأفلاك وأطباق السموات، منازل الروحانيين، والملائكة المقربين، والملأ الأعلى، والجواهر العلى، والوصول إلى القدس والروح الأمين.؛ العقل الفعال عند الفلاسفة.
تعريف ماهية الجسم وحقيقته وما يخصه من الأعراض اللازمة والزائلة والصور المقومة والمتممة، وتلقب هذه الرسالة بسمع الكيان. السمع: الصيت. الكيان: الطبيعة، قال الجواليقي إنها كلمة سريانية، وقيل سمع الكيان لأنه أول ما يسمعه المتعلمون لهذا العلم، ويسمى أيضاً السمع الطبيعي والسماع الطبيعي، وهوما ينبغي أن يقدم قبل تعلم الفلسفة.؛ الثانية منها رسالة في" السماء والعالم" وبيان كيفية أطباق السموات وكيفية تركيب الأفلاك، وما هوالعرش العظيم، وما هوالكرسي الواسع. والغرض منها هوالبيان عن كيفية تحريك الأفلاك، وتسييرات الكوكب، وأن المحرك لها كلها هوالروح القدس والنفس الكلية الفلكية، الموكلة بها بإذن باريها.الثالثة منها رسالة في" الكون والفساد" والغرض منها هوالبيان عن ماهية الصور المقومة لكل واحد من الأركان الأربعة، أعني الأمهات التي هي النار والهواء والماء والأرض، وإنها هي الأمهات الكلية الكائن منها المعدن والنبات والحيوان، وكيفية استحالة بعضها إلى بعض باختلاف كيفياتها عليها، بدوران الأفلاك حولها، ومطارح شعاعات الكوكب عليها، وإن الطبيعة الفاعلة لها، المحركة لكل واحد منها إلى كمالها وغايتها، هي قوة من قوى النفس الكلية الفلكية، وملك من جملة الملائكة الموكلة بها، وسائقة لها إلى تمام ما أعد لها من غايتها.
الرابعة منها رسالة في" الآثار العلوية"

والغرض منها هوالبيان عن كيفية حوادث الجووتغييرات الهواء، من النور والظلمة، والحر والبرد، وتصاريف الرياح من البحار والأنهار، وما يكون منها من الغيوم والضباب والطل والندى والأمطار والرعود والبروق والثلوج والبرد والهالات؛ جمع هالة، وهي الدارة التي تظهر حول القمر.؛ وقوس قزح والشهب وذوات الأذناب وما شاكل ذلك.

الخامسة منها رسالة في" كيفية تكوين المعادن

وكمية الجواهر المعدنية، وعلة اختلاف جواهرها وكيفية تكوينها في باطن الأرض." والغرض منها هوالبيان بأنها أول مفعولات الطبيعة التي هي دون فلك القمر التي هي قوة من قوى النفس الكلية الفلكية بإذن باريها المصور للجميع، والموجد للكل، لا من موجود، إبداعاً واختراعاً وخلقاً وتكويناً، ومنها تبتدئ الأنفس الجزئية بالتهدي الباعث بها إلى الترقي من أسفل سافلين من مركز الأرض إلى أعلى عليين، عالم الأفلاك وفوق السموات، موقف الأبرار المتقين، ومقر الأخيار المنتجبين،؛ المختارين.؛ ومحل الأنبياء والمرسلين. وهذا أول صراط تجوز عليه الأنفس الجزئية ثم النبات بوساطة الكون والنمو، ثم الحيوان بوساطة الكون والنمووالحس، ثم الإنسان بوساطة الكون والنمووالحس والعقل، ثم التجرد والدخول في زمرة الملائكة الذين هم سكان الأفلاك والملأ الأعلى الذين هم أهل السموات.

السادسة رسالة في" ماهية الطبيعة"

وكيفية أفعالها في الأركان الأربعة التي هي الأمهات ومواليدها التي هي: الحيوان والنبات والمعادن. والفرق بين الفعل الإرادي، من الفكري والشوقي، وبين الضروري من الطبيعي والقهري.والغرض منها تنبيه الغافلين على أفعال النفس وماهية جوهرها، والبيان عن أجناس الملائكة، وهي التي تسميها الفلاسفة روحانيات الكواكب الموكلة بإنشاء المواليد، بتحريكها إلى استكمال صورها والتمام المعد لها.

السابعة منها رسالة في" أجناس النيات"

وأنواعها وكيفية سريان قوى النفس النامية فيه.
والغرض منها هوتعديد أجناس النبات، وبيان كيفية تكوينها ونشوئها، واختلاف أنواعها من الأشكال والألوان والطعوم والروائح في أوراقها وأزهارها وثمارها وحبوبها وصموغها ولحائها؛ قشر الشجر؛ وعروقها وقضبانها وأصولها وغير ذلك من المنافع؛ وأن أول مرتبة النبات متصلة بآخر مرتبة المعادن، وآخر مرتبتها متصلة بأول مرتبة الحيوان.

الثامنة منها رسالة في" أصناف الحيوان"

وعجائب هياكلها وغرائب أحوالها. والغرض منها هوالبيان عن أجناس الحيوانات وكمية أنواعها واختلاف صورها وطبائعها وأخلاقها، وكيفية تكوينها ونتاجها وتوالدها وتربيتها لأولادها؛ وأن أول مرتبة الحيوان متصلة بآخر مرتبة النبات، وآخر مرتبة الحيوان متصلة بأول مرتبة الإنسانية، وآخر مرتبة الإنسانية متصلة بأول مرتبة الملائكة الدين هم سكان الهواء والأفلاك وأطباق السموات، وأن نفوس بعض الحيوانات ملائكة ساجدة لنفس الإنسان التي هي خليفة الله في أرضه، ونفوس بعضها راكعة له؛ ونفوس بعض الحيوان شياطين عصاه مغلغلة في جهنم عالم الكون والفساد؛ وأن الإنسان إذا كان خيراً عاقلاً فهو ملك كريم خير البرية؛ وإذا كان شريراً فهو شيطان رجيم شر البرية.

التاسعة منها رسالة في" تركيب الجسد"

والبيان بأنه عالم صغير وأن بنية هيكله تشبه مدينة فاضلة، وأن نفسه تشبه ملكاً في تلك المدينة، والغرض منها هومعرفة الإنسان جسده وبنيته المهيأة له. وإن انتصاب القامة أجلّ أشكال الحيوانات، وإن بنية جسد الإنسان مختصر من العالم الذي هو في اللوح المحفوظ، وأنه الصراط الممدود بين الجنة والنار، وإنه ميزان القسط الذي وضعه الله بين خلقه، وإنه الكتاب الذي كتبه الله بيده، وصنعته الذي صنع الله بنفسه، وكلمته الذي أبدع الله بذاته؛ وأن نفس الإنسانية هي خليفة الله في أرضه حاكماً بين خلقه، سائساً لبريته، مستعملاً لعالمه السفلي مدة من الزمان، فإذا انتقل صار زينة لعالمه العلوي، وحافظاً لذاته الوجودي على الأبد؛ وأن الإنسان إذا عرف نفسه المستخلف عرف ربه الذي استخلفه وأمكنه الوصول إليه والزلفى لديه، فائزاً بنعيم الأبد والدوام السرمد.
العاشرة منها رسالة في" الحاس والمحسوس"

والغرض منها هوالبيان عن كيفية إدراك الحواس محسوساتها، واتصالها بواسطة القوة الحاسة، واتصالها إلى الحاسة المشتركة الروحانية الواصلة، التي منها انبعثت قوى الحواس الظاهرة؛ وإنها ترد كالخطوط الخارجة من المركز إلى المحيط، بنقط كثيرة، الراجعة إليه بنقطة واحدة، وهوأول منازل الروحانية إذ القوة الحاسة المؤدية إليه جسماني بوجه وروحاني بوجه، والحاسة المشتركة، أعني الداخلة، روحانية محضة، لأن حكم الجزء منها حكم الكل، وإن كانت التجزئة لا تقع عليه بالحقيقة لأن تصورها الشيء بإدراكها واتصالها إلى القوة المتخيلة التي مجراها مقدم الدماغ لتوصلها إلى القوة المفكرة التي مجراها وسط الدماغ، لتميزها وتخلصها بجولانها فيها، وتعرف حقائقها، ثم توصلها إلى القوة الحافظة الذاكرة التي مجراها مؤخر الدماغ، لتمسكها وتحفظها معتقدة أوغير معتقدة إلى وقت التذكار، ثم تؤديها إلى القوة الناطقة العاقلة التي هي ذات الإنسان المدبرة للكل، الباقية بالذات، تنتزع جميع المعاني والصور، ثم تصور تلك المعاني والصور المنتزعة من مصوراتها المرتسمة فيها، وهي القوة الناطقة أيضاً بوساطة الأولى، فتلك الصورة هي لها كالموضوع وكالهيولى. والقوة المعتبرة أيضاً للنطق الخارج هي القوة الناطقة أيضاً على وجه ثالث بواسطة الألسن، فإذا همت الأولى بإظهار شيء إلى خارج وهوالنطق الإلهي على الحقيقة، من صورة النفس، تصورت النفس الثانية، إذ هما جوهر واحد لتجردهما عن المواد، وتعريهما عن الهيولى أعني الجسمانية، فتأدّت إلى القوة الناطقة التي مجراها على اللسان، لتعبر عنها بالألفاظ الدالة للمخاطبين على المعاني التي تخرج من النفس إلى القوة الصانعة، التي مجراها اليدان، لتخط بالأقلام على أوجه الألواح وصفحات الدفاتر وبطون الطوامير؛ الصحائف؛ تلك الألفاظ وهي النطق الخارج والكلام الظاهر لتبقى العلوم بصورها الذاتية أعني معانيها محفوظة من الأولين إلى الآخرين، وخطاباً من الحاضرين للغائبين إلى يوم يبعثون.

الحادية عشرة منها رسالة في" مسقط النطفة"

وكيفية رباط النفس بها، أعني الهيولانية، عند تقلب حالاتها شهراً بعد شهر، وتأثيرات أفعال روحانيات الكواكب في أحكام بنية الجسد من المزاج والتركيب أربعة أشهر قدر مسير الشمس ثلث الفلك، واستيفائها طبائع البروج من النارية والترابية والهوائية والمائية؛ ثم كيفية تأثيراتها وأفعالها في أحكام النفس أربعة أشهر أخر وما ينطبع فيها من التهيؤ والاستعداد التي هي صورة الأولى بالقوة لتصير صورة بالفعل عند التهيؤ لقبول الأخلاق والأعمال والعلوم والآداب والحكم والآراء في مقبل الزمان ومستقبل العمر، بعد الولادة في الشهر التاسع، عند دخول الشمس من بيت التاسع، من موضعها، يوم مسقط النطفة بيت؛ قسم من منطقة البروج؛ الحركة والسفر والنقلة والتصور والعلم والفطنة. والغرض منها هوالإخبار عن حال الأنفس البسيطة قبل تشخصها واتصالها بالأجسام الجزئية المحصورة المحدودة المحسوسة بوساطة الألوان والأشكال والأعراض الأخر؛ وإن المكث الآلة وإعدادها الأدوات لاستتمام رباط النفس بالهيكل، واتحادها بقواه، وانبساطها في البنية، وتمكنها من الجملة.
الرسالة الثانية عشرة في معنى قول الحكماء
" إن الإنسان عالم صغير"

وهومعنى العالم الكبير المؤدي عن جملته والمخصوص بثمرته، وإن صورة هيكله مماثلة لصورة العالم الكبير الجسماني؛ وإن أحوال نفسه وسريان قواها في بنية هيكله وحقيقة جوهره مماثلة لأحوال الخلائق الروحانيين من الملائكة والجن والشياطين، وأرواح الحيوانات أجمعين. فإن الإنسان مختصر من العالمين الروحاني والجسماني جميعاً، مهيأ مجبول من سوس، هو في الحقيقة خلاصة هذا العالم وثمرته وزبدته، وكدر ذلك العالم وثفالته،؛ الثفالة: الختارة، وهي ما رسب تحت الشيء من كدورته كخثارة الزيت والمرق وما أشبه. ولم نجد الثفالة في المعاجم التي بين أيدينا، وإنما وجدنا الثفل. فاستعمالها هنا على قياس الخثارة.؛ وأن يكون جوهر آخر المعاني الجسمانية، وأول المعاني الروحانية، فهو كالحد المتاخم لكل العالمين، وكالأصل الصالح لمجموع الكمالين، وكالجوهر الذي هوبإنيته؛ تحقق الوجود العيني من حيث رتبته الذاتية؛ معقول، وكيفية محسوس، وكالشيء الذي بذاته حياة من وجه وذوحياة من وجه، وكالذات القائم بنفسه من جهة، والقائم بغيره من جهة، وكالمعنى المشير بمضمون فحواه، ويفطن، بمفهو مه، لما سواه؛ ومن وجه آخر كالفرخ المتفقئ عنه البيضة الذي هوله كمال من وجه ومنتهى للكمال من وجه آخر، فهو اللازم للوكر ما دام طائراً بالقوة، فإذا استكمل طار فصار طائراً بالفعل؛ وكالزاوية التي يوجد ذاتها متوسطة بين المتجزئ وغير المتجزئ، ثم النقطة جامعة لحاليهما أعني البسيط والمركب، وكالنبوة التي هي ممتدة إلى الروحانيين بخط، وإلى الجسمانيين بخط، ثم الوحي جامع بين طرفيهما، والإلهام حاولحديهما؛ وكنهاية المحيط التي هي السطح لذي مكان وليس له مكان. والغرض من هذه الرسالة هوالإخبار عن حال الأنفس البسيطة قبل تشخيصها واتصالها بالأجسام الجزئية والأشخاص الحسية، وعلة اتصالها مدة، وحال مفارقتها عند بلوغ نهايتها؛ وكيف يعرف الإنسان هويته وإنيته وكيفية نفسه وحقيقة ذاته، وأنه مجموع فيه معاني الموجودات كلها، فهو كالكل، ومحيط بالجميع، فينتبه كذلك، ويتأمل الصواب والفرصة مدة حياته، فيقصده؛ أي يقصد الجواب؛ ويقتنيه ويحتويه، إذ لذلك أنشأه منشيه فيعيده ويبديه ويديمه ويبقيه، وهويبليه ويشفيه ويهديه لينجيه فيفوز بالبقاء والنعيم المقيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

الرسالة الثالثة عشرة في" كيفية نشر الأنفس

الجزئية في الأجساد البشرية والأجسام الطبيعية"، والغرض منها البيان عن كيفية بلوغ الإنسان بدوام انتقاله، وتغير أحواله، وآخر معاده ومآله، وكيف يصير إلى رتبة الملائكة ومنازل الروحانيين، دار القرار ومحل الأخيار، عند خلع المادة، وبلوغ الإرادة، ونهاية السعادة، إلى حلوله بعد الموت أوقبله بوجوده الصوري، وجوهره النوري.

الرسالة الرابعة عشرة في" بيان طاقة الإنسان

في المعارف" إلى أي حد هو، ومبلغه في العلوم إلى أي غاية ينتهي، وأي شرف منها يرتقي. والغرض منها هوالتنبيه على معرفة الله- جل جلاله- والقصد نحوه واستنجاز لقائه، والوقوف بين يديه، والرجوع بالكلية إليه، كما كان منه المبدأ وإليه المعاد والمنتهى.

الرسالة الخامسة عشرة في" ماهية الموت والحياة"
وما الحكمة في وجودها في الدنيا عالم الكون والفساد وما حقيقة المعاد. والغرض منها هوالبيان عن علة رباط الأنفس الناطقة بالأجساد البشرية، واتصالها بالأشخاص الجزئية إلى وقت الموت، وكيفية التأهب والاستعداد قبل الفوت، والاستعجال ما دام الخلاص ممكناً والنجاة معرضة، والأجسام موجودة، والآلة متمكنة؛ والاستهانة بالموت والتجافي عنه، وإزالة الخوف منه ببقاء النفس بعد الموت الذي هومفارقها الجسد، وترك استعمالها إياه، واستراحتها من أذاه، ووصولها إلى عالمها، ووجودها مناها، وبلوغها منتهاها، وأنه لا سبيل لها إلى البقاء السرمدي الذي لا يتغير ولا يزول إلا بمفارقة الجسد المستحيل الذي هوسبب الانتقال والزوال والتغير من حال إلى حال.

الرسالة السادسة عشرة في" ماهية اللذات والآلام

الجسمانية والروحانية" وعلة كراهية الحيوانات الموت وكيف أسباب الآلام واللذة التي تنال النفوس بسبب الأجسام، وكيف تنال بمجردها إذا فارقت الجسد، وكيف يكون انفرادها بذاتها، وتجردها بنفسها خلواً منها؛ أي انفراداً منها بذاتها؛ وانتهاؤها إلى الفردانية واتحادها بالجواهر الصورانية والذوات الروحانية، وكيف تكون لذات أهل الجنان وآلام أهل النيران. والغرض منها هوالتصور أن عذاب أهل جهنم كيف يكون مع الجن والشياطين المغللة المقيدة المنكوسة المعكوسة،وأن نعيم أهل الجنان كيف يكون مع الملائكة والروحانيين مسرورين، فيها مخلدين، لا يمسهم فيها نصب ولا عناء يتبوأؤن من الجنة حيث يشاؤون؛ وإن جهنم عالم الكون والفساد يصلاها من شقي بسوء المنقلب والمعاد؛ وإن الجنان في أعالي عالم الأفلاك وسعة السموات سعد بها من فاز بعد الممات بذخائر الخيرات والباقيات الصالحات.

الرسالة السابعة عشرة في" علل اختلاف اللغات"

ورسوم الخطوط والعبارات، وكيف مبادئ المذاهب والديانات والآراء والاعتقادات، وأول نشوئها، وابتداؤها ونماؤها وتزايدها حالاً بعد حال، وقرناً بعد قرن، وكيفية انتقالها من قوم إلى قوم، وسبب تغييراتها والزيادة فيها والنقصان منها. والغرض منها هوالتنبيه على أن أفعال النفس إنما تقع بحسب ما في طبعها وغريزتها، وإن قوة البحث عن الخفيات موجودة في جوهريته، أي بضمير التذكير اعتباراً للإنسان، أي في جوهرية النفس، كالمادة، والعلم صورة لتلك المادة، فهي علامة بالقوة، والعلم صورة قائمة فيها، وإن في قوتها أن تعلم الأشياء المحسوسة والمعقولة من أصناف العلوم في الأعلى والأسفل والأدق والأجل منها، بقوة النطق؛ ولذلك يسنح لذاته سوانح ويخطر بباله خواطر فيعمل فيها فكره، فيستخرج بعلمه آراء ويستنبط بذهنه مذاهب، ثم يعبر عن تلك الصورة المتخيلة في ضميره بألفاظ مؤدية عنها، ثم يقيد تلك الألفاظ برسوم من الكتابة دالة على تلك الألفاظ دلالة الألفاظ على تلك الخواطر، ودلالة الخواطر على أعيان الأشياء وحقائقها ومعانيها. وإنما يتعاطون ذلك على حسب مناسبات من الطباع واتفاقات تقع في الأوقات والبقاع والمنشأ والمولد والمخالطات بأقوام أصدقاء وأقارب ومعارف؛ والإصغاء إليهم والأخذ عنهم والتخلق بأخلاقهم، فبحسب هذه الاتفاقات يقع إيثار الإنسان الشيء على غيره من الآراء والمذاهب، والمطالب والاعتقادات والنحل والصناعات والمكاسب، لأن كل إنسان وأن كان في ظاهر أمره متمكناً من اختيار ما يقتنيه من المذاهب والآراء، فبينه وبين كل واحد منها مناسبات جبلية؛ طبيعية؛ باطنة، وعادات ألفية ظاهرة، تجذبها إليه وتحببها عنده وتحرضه عليها وتدعوه إليها، وبحسب انجذابه في طبعه وميله وألفه، يكون تبرزه فيها ومهارته بها، ولذلك برز أحدهم في شيء وتخلف آخر، واجتهادهما واحد. وربما اتفق واحد منهم أن يسمع كلاماً أويرى أ مراً فيرضاه لنفسه، ويميل إليه بطبعه، ويقتنيه، ويدخل في جملة أهله، فيتأكد ألفته وأنسه به على مرور الزمان، فإذا قوي الألف واستمرت العادة، وسكنت نفسه إليه، وتمكن من قلبه، لشدة صحبته له ومعرفته به، وفرط ميله إليه، آثره على غيره حتى يصير في آخر الأمر إلفاً لما يختاره منه، ومعانداً لما سواه، ويرى له الفضل على غيره من المذاهب الحقيقية، والآراء العقلية، وإن كان مفضولاً؛ ويحكم له بالشرف والعلو، وإن كان مشروفاً. فبحسب ذلك تكثر الاختلاطات وتتباين المذاهب والديانات، والحق فيهم مع الأنزر الأقل، والآخر لا حق بالأول.
دكتورة_صفاء
دكتورة_صفاء
Admin

المساهمات : 96
تاريخ التسجيل : 24/12/2007

https://social-studies74.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى