اهمية تعلم مهارات التفكيرللمعلمين والطلاب

يعتمد التعليم الحديث على تعليم ابنائنا الطلبة "مهارات التفكير" من خلال المواد الدراسية التي يدرسونها في مدارسهم لما لهذه المهارات من ايجابيات على التعليم، وعلى شخصية الفرد من جهة أخرى.
فما هي "مهارات التفكير" وما أنواعها؟
وكيف يمكن أن ندرسها في مدارسنا؟
وهل يحتاج الأمر الى تغيير مناهجنا الدراسية ام انه بالامكان تعليمها في ظل المناهج الحالية؟
للاجابة على هذه الاسئلة التقت "الرياض" بالأستاذ الدكتور عبدالله النافع أستاذ علم النفس التربوي، وفيما يلي نص اللقاء:
التفكير الابداعي ما أنواع مهارات التفكير التي يجب أن نعلمها لطلابنا ولمعلمينا؟- جميع مهارات التفكير يمكن تعليمها للطلاب وتدريب المعلمين والمعلمات على تعليمها وتنميتها من خلال المواد الدراسية التي يقومون بتدريسها، مثل :
الملاحظة والمقارنة والتلخيص والتصنيف والتطبيق وتنظيم المعلومات ثم تتدرج الى عمليات التفكير المركب كالتفكير الناقد والتفكير الابداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات 0
وتتكون كل عملية من هذه العمليات من عدد من المهارات والاستراتيجيات، فالتفكير الناقد يتضمن عدداً من المهارات مثل تقويم ثبات ومصداقية المعلومة، تفسير واستنباط واستخراج المعلومات الحقيقة، اختبار الفرضيات، تتبع المغالطات تقويم الحوار والنقاش، اصدار احكام منطقية، التعرف على الافادة الناقصة القدرة على التنبؤ، العلاقة بين السبب والنتيجة وهكذا.

والتفكير الابداعي يتكون من القدرة على توليد الافكار والمعلومات التي تتصف بالاصالة والطلاقة والمرونة والافاضة في التفاصيل.
وحل المشكلات يتكون من عدد من الاستراتيجيات المتتابعة مثل التعرف على المشكلة، تحديد المشكلة، البحث عن الحلول، تقويم الحلول اختيار الحل الأنسب، واتخاذ القرار الذي يعتمد على تحديد الهدف وتوليد البدائل ودراسة العواقب والنتائج المترتبة على الاختيار وترتيب البدائل واختيار البديل الأنسب.

تعليم المعلمين أولاً كيف تنمى هذه المهارات لدى الطلاب ولدى المدرسين؟- أولاً نبدأ بالمعلمين فنعرفهم بمهارات التفكير وتدريبهم على استراتيجيات تعليمها ودمجها ضمن المواد الدراسية التي يقومون بتدريسها ويتم ذلك من خلال برنامج تدريبي متصل يتكون من دورات وورش تدريبية وتطبيقات عملية الى ان يتمكنوا من اعداد الدروس وتنفيذها لتعليم محتوى المادة الدراسية وتنمية مهارات التفكير في آن واحد.وقد بدىء بتنفيذ برنامج تدريبي في مدارس الملك فيصل بالرياض التي اصبحت اول مدارس بالمملكة تتبنى برنامج مهارات التفكير من خلال المواد الدراسية والذي بدأ تطبيقه من بداية هذا العام وتضمن تدريب المعلمين في دورة تدريبية ودورة متقدمة وورش عمل مستمرة على مدى العام الدراسي.

أما بالنسبة للطلاب وهم الهدف الاساسي لأي برنامج تعليمي فيتم تعليمهم مهارات التفكير من قبل المعلمين الذين تم تدريبهم وذلك بدمج مهارة التفكير التي تتناسب مع موضوع الدرس بحيث تمثل مهارات التفكير جزءاً من الحصة الدراسية المعتادة ويصمم المعلم درسه وفق المنهج المقرر ويضمنه المهارة التي تتناسب مع محتوى الدرس ويستمر تعليم مهارات التفكير طوال السنوات والمراحل الدراسية من الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية بحيث يكون التعليم معتمداً على التفكير ويكون التفكير هدفاً للتعليم 0وتنشأ مهارات التفكير بشكل متدرج في بنية وشخصية التلميذ وفي تكوينه الذهني لتكون نمطاً واسلوباً في التعلم وفي التعامل مع الحياة العملية ومشكلاتها.

أرقى أنواع التفكير ماذا نعني بالتفكير الإبداعي؟
وما الأسلوب الأمثل لتعليمه لأبنائنا؟
- التفكير الابداعي هو أرقى انواع التفكير وهو الذي يمكن الانسان من التطور والنمو والاختراع والابتكار وتكوين الحضارة.
ويتكون من قدرات مثل الاصالة وهي الاتيان بأفكار جديدة ونادرة غير مسبوقة او تطوير لما هو موجود سواء في الفن والأدب او العلوم او التقنية ويترتب على ذلك الاختراعات والابتكارات.
وكذلك المرونة في التفكير وهي الاتيان بحلول وافكار متنوعة وقدرة العقل على التنوع في الافكار والحلول وانفتاح الذهن في مجالات متعددة.
وكذلك الطلاقة وهي القدرة على الاتيان بأفكار كثيرة قد يكون بعضها قابلا للتطبيق وبعضها خياليا، ولكنها تعبر عن قدرة العقل على الاتيان بأكبر قدر ممكن من الافكار. وكذلك القدرة على ادراك التفاصيل والدقة في التعرف عليها وتحديدها.

يتم تعليم التفكير الابداعي باتاحة الحرية للأطفال بالتعبير عن افكارهم وعدم تقويمها في البداية او الحكم عليها بل التشجيع على انتاج اكبر قدر ممكن عن طريق العصف الذهني واستدرار الافكار ويتم تعليم ذلك من خلال المواد الدراسية سواء المواد الفنية والأدبية ومواد العلوم وليس الهدف الوصول الى اختراعات وابتكارات بقدر ما هو تعويد التلاميذ على حرية الفكر والتعبير والتعود على التفكير والمنطق والتفكير المبدع بشكل متدرج من الامور البسيطة حتى الموضوعات والمشاكل الكبيرة واستخدام الموضوعات التي تدرس في المنهج كوسيلة لتنمية قدرات التفكير الابتكاري.

التفكير الناقد ماهو التفكير الناقد؟
وما هو الأسلوب الأمثل لتعليمه أبنائنا؟
- التفكير الناقد هو التفكير المبني على التحليل المتضمن للمعلومات واستخدام معايير موضوعية للحكم عليها وتقويمها.ويتكون من العديد من المهارات مثل :
مهارات الاستقراء في تحديد السبب والنتيجة والاستدلال بالتناضر والعلاقة بين الاجزاء والكل والتعميم ومهارات الاستنباط ومهارات التفكير التقويمي مثل التمييز بين الحقائق والآراء والحكم على مصداقية المصدر والتعرف على المزاعم وتقويم الفرضيات والتنبؤ بالعواقب والتعرف على المتناقضات الخ...
يمكن تعلم هذه المهارات لأبنائنا بطريقة عملية منظمة من خلال المواد الدراسية في العلوم والمواد الاجتماعية والرياضيات واللغات والتربية الاسلامية بطريقة متدرجة واعداد منظمات بيانية وخريطة مهارات التفكير التي يتم فيها تسجيل افكار الطلاب وتنظيمها بحيث يكون مصدر المعلومات والافكار الطلاب انفسهم عن طريق نظام فكر (زاوج) شارك والذي يتدرج من التفكير الفردي الى التفكير الثنائي الى تفكير الفريق.
كيف يمكن أن نعمم أساليب تعليم مهارات التفكير في مدارسنا في ظل مناهجنا وظروف مدارسنا الحالية للبنين والبنات؟
- يمكن تعميم تعليم مهارات التفكير في المدارس بشكل متدرج يبدأ بالمدارس التي تتوفر فيها الامكانيات المناسبة لتكون نموذجاً وقدوة ثم نهيئ كثيراً من المدارس للتحسين من امكانياتها لتطبيق تعليم مهارات التفكير.