استراتيجيات التذكر

---

بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا لهذا الموضوع ::-
ان نظرية معالجة المعلومات تفترض وجود مجموعة من ميكانيزمات التجهيز داخل الكائن الحى كل منها تقوم بوظيفة أولية معينة وأن هذه العملياتيفترض فيها أن تنظم على نحو معين . ويمكن وصف هذه النظرية وصفا عاما بأنها تهتم بالوصول الى نوع معين من التركيب التجريبى للسلوك الانسانىالمعقد كما تسعى الى فهم السلوك الانسانى حين يستخدم امكاناته العقلية والمعرفية أفضل استخدام .
فعندما تقدم المعلومات للفرد بشكل أفضل يكون عليه انتقاء معلومات معينة وترك أخرى .حيث أن خريطة الانسياب التقليدية فى تجهيز المعلومات تقترح أن المعلومات الحسية يتم تنظيمها فى الحال ثم يتم تحديد شكل الاستجابة بعد ذلك.
كما أنه اتضح أن تجهيز المعلومات عند المستوى الأعمق للمعلومات يؤدى بالتالى الى تعلم أيسر وحفظ أدوم وتذكر أسرع للمعلومات .
كما أنه من خلال التركيز على عامل المعنى واشتقاق الترابطات الأكثر ثراء واتقان الترميز وايجاد العلاقات بين المادة المتعلمة والمعرفة أو الخبرات الماثلة فى البناء المعرفى للفرد .(كل ذلك بالتأكيد يحسن من عملية التذكر).
---:واذا تحدثنا عن الاطار التاريخى لنظرية معالجة المعلومات نجد أن هناك بعض النماذج التى يمكن الاعتداد بها فى تفسير أسباب التذكر والنسيان ونذكر منها ما يلى :--
1- نموذج (برود بنت) وهو ما أشار الى وجود نوعين من الذاكرة (قصيرة المدى وتتعامل معالاحداث اليومية-وطويلة المدى وتتعامل مع تاريخ الفرد).
2-نموذج (ووف ونورمن) ويريان أن هناك انفصال بين الذاكرة القصيرة المدى والطويلة المدى وأن كلا منهما تعمل بشكل منفصل عن الاخرى.
3-نموذج (اتكنسون شيفرن)وهذا النموذج هو أكثر النماذج قبولا لدى علماء النفس والتربويين .اذ أنه يشير الى جميع مكونات عملية التذكر والنسيان ويعزو سبب النسيان الى فشل فى أحد العناصر أو أكثر من العناصر المكونة لعملية التذكر.

يبقى هنا أن نشير الى الفائدة العملية المتوقعة من مثل هذه النماذج فى العملية التربوية ألاوهى تفسير الكيفية التى تنتقل المعلومات بها الى ذاكرة الطلبة فضلا عن الكيفية بها عملية خزن المعلومات.

ولنا استكمالا أخر..........................
السيد الغبارى-دبلومة

بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا لهذا الموضوع نذكر التالى ::-
اذا كنا قد وصلناالى المرحلة التى من المفترض أن يتم فيها التذكر (استرجاع المعلومات)فلابد وأن نتعرف أولاعلى العوامل التى من المفترض أنها تؤثر على مستوى الاسترجاع الجيد ..ونذكر من هذه العوامل ما يلى :-
1-السياق-- والمقصود به هنا مجموعة العوامل المحيطة بموقف التعلم
وهنا تكون عملية التعلم أو التذكر رزمة واحدة تشمل موقف
التعلم والظروف المحيطة به ككل وتمثل هذه الظروف (المثير
الاول لعملية الاسترجاع ).
2-الاستطراد--وكأنه سياق مفتعل من الشخص المتعلم (أىأن الشخص
المتعلم يفتعل لنفسه موقف يحتوى على موضوع التعلم
ويكون هذا الموقف المفتعل هو المثير للاسترجاع)
3-التنظيم--والمقصود به هنا الطريقة التى يتم بها تخزين المعلومات فى
بداية موقف التعلم فمن المفروض أن يتم التخزين بطريقة
منسقة بحيث يبدأ من الأبسط أولا ووصولا الى المعقد وهكذا.

من المفترض الان أن نتكلم عن بعض الاستراتيجيات الشائعة الستخدام للتذكر:-
1-الاجابة على الاسئلة:-حيث أن صياغة موضوع التعلم على شكل استفهام
واجابة قد يؤدى الىسهولة فى الاسترجاع (التذكر)
سواء كان ذلك من مصدر التعلم أو من المتلقى ذاته
أى أنها قد تكون وسيلة استطرادية من المتعلم نفسه.
2-تدوين الملاحظات :-وفيها يدون المتعلم ملاحظاته سواء كان رمزيا أم
استدلاليا بطريقة يعرفها هو ولا يستخدمها سواه وكأنها
شفرة تعليمية خاصة بكل متعلم .
3-تكوين صور ذهنية :-وفيها يتم ربط موقف التعلم بصورة ذهنية معينة قد
تكون مرتبطة بموقف التعلم أو غير مرتبطة وفيه
قد تكون الصورة الذهنية واحدة للجميع (اذا كان مفتعل
الصورة الذهنية هو المعلم نفسه --وشخصية اذا كان مفتعل
الصورة هو الشخص المتعلم نفسه)....................


ويبقى هنا أن نتكلم عن الانطباع الشخصى لى كدارس أو قارىء عادى لمثل هذا الموضوع اذ أنه على الأقل فى الدراسات التربوية من المفترض أنها دراسات ليست بعيدة علينا كمربيين (معلمين- أولياء أمور)وأقصد بذلك ما هو مدى استفادتنا منها ( اذ ليس من المفترض أن نصبح كلنا أكاديميون)

أولاأنا كدارس عندما قرأت عن هذا الموضوع حدث عندى ارتباط بين ما قرأته عن موضوع الذكاءات المتعددة وهذا الموضوع حيث بدر الى ذهنى أنه من الممكن استغلال البصمة الذكائية لكل فرد كمثير حسى للفرد طالما أن استراتيجيات التذكر تعتمد اولا واخيرا على اثارة الحواس الخمسة للانسان أو ايا منها . فاذا استخدمنا الذكاء اللفظى مثلا عند صاحبه كمثير للتذكر فاننا بالطبع سوف نستخدم معه الكلمة كمثير ورابط للتذكر.وهكذا قياسا على كل نوع من هذه القدرات العقلية (البصمات الذكائية)للأفراد.
وهنا أيضا من الممكن استغلال مايسمى بالتعلم التعاونى بحيث يشكل المعلم مجموعاته للتعلم التعاونى على أساس من التقارب فى البصمات الذكائية وبالتالى سوف يسهل اشراك كل مجموعة على الاقل فى مثير حسى واحد أو
اثنين متقاربين على الأقل.

الموضوع من وجهة نظرى يحتاج الى جهد منظم فقط وليس كبير وقبل كل ذلك يحتاج -----------(ضمير لكل مسئووووووووووووووول عن أجيال )نحن مسئولون عنها أمامها وأمام أنفسنا وأمام الله قبل كل ذلك حتى يحق لنا أن نشتكى من سوء الضمير المهنى الذى شاع سواء كان (طبيا -هندسيا - علميا --------------) لأنه فى الأساس سوء ضمير تربوى.
والله المستعان
والى استكمالا اخر باذن الله
السيد الغبارى -دبلومة

بسم الله الرحمن الرحيم
وأخيرا وليس أخرا فى موضوع استراتيجيات التذكر ::-
أولا أود أن أشيرالى أنه بخصوص الاستراتيجيات الفاعلة المستخدمة للتذكر ليست بقوانين ثابتة ولكن كل ما يستخدمه الفرد من وسائل تؤدى الى التنسيق بين مدخلاته ومخرجاته بشكل يتوائم مع متطلباته أو يتوائم مع ما هو مطلوب منه انجازه (فكل هذه الوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك تدخل فى اطار استراتيجيات التذكر) وبما أننا نوهنا من قبل على أن استراتيجيات التذكر كانت كبدايه أساسها مستمد من طريقة عمل الكمبيوتر فما أذكره الان شبيه برسالة التذكير التى نضعها على الموبايل لنتذكر مناسبة معينة أوميعاد معين.

وأنا بصفة شخصية عندما انتهيت من موضوع استراتيجيات التذكر جاء فى خاطرى أنه من الممكن الربط لتلا ميذ الصف الثانى الاعدادى بين موضوع فتح طارق ابن زياد للاندلس وبين مسلسل تاريخى كان يعرض قريبا باسم الطارق حيث يحكى المسلسل قصة حياة طارق ابن زياد وقد نال اعجاب الجميع وخاصة هذا السن النشىء لما فيه من تصوير لجسارة هذا القائدالعظيم
وهذا بالتأكيد يندرج تحت الاستراتيجية المسماه (تكوين الصورة الذهنية)المرتبطة بموقف التعلم.

ولى هنا أن أعرض تجربة خاصة بى أنا (فى تربيتى لأولادى) حيث أنه عندما كان ابنى الكبير فى k.G1 نشأ عنده خوف شديد من زميل له يسمى كريم لدرجة جعلت فى مخيلة ابنى أن كل من هو اسمه كريم فهو قوى جدا ولايقدر أحد عليه اطلاقا وعندما علمت ذلك طبعا ثارت ثورتى على ابنى بطريقة غير معقولة منى أى بطريقة خطأ -ولكنى استدرجت الأمر بعد ذلك واستثمرت كون ابنى يحب القصص جدا وبخاصة القصص الدينى وأخذت أقص عليه قصة سيدنا عمر بن الخطاب مركزا بكل تأكيد على واقعة سقوط الحلاق من كحة سيدنا عمر وكذلك خوف الشيطان منه وهروبه منه حين يلقاه
ولم أكن أتوقع سرعة رد فعل ابنى أو شدة رد الفعل فقد جاء فى اليوم التالى بعد خروجه من المدرسه وأخبرنى بأنه ضرب كريم بدون أى سبب ولكنى تخيلت أن يكون هذا استكمالا لرد فعله كخائف وكحاجته لارضائى ولكنى فوجئت فى اليوم التالى وأنا أوصل ابنى لاتوبيس المدرسة بأن والد كريم يقول لى ان ابنى ضرب ابنه فى المدرسة وكمان فى الاتوبيس بالامس وان ابنه راجع البيت باكى من ضرب ابنى أنا له . ومن ساعتها ارتبط فى ذهن ابنى الشجاعة وعدم الخوف بكلمة عمر بن الخطاب . فلو مره وجدته خائف من شيء فبمجرد ما أقوله (يوسف -عمر بن مين-فيرد على مكملا لى بن الخطاب). وكل هذا الموقف يدخل تحت اطار استراتيجيات التذكر.

وبعد هذا أود أن أشير الى بعض الطرق التربوية التى تصلح جدا لأن تكون استراتيجيات للتذكر جيدة جدا وهى :-
1-الشرح : فاستخدام المعلم وسيلة التحضير والشرح بواسطة الطلبة
أنفسهم طريقة جيدة جدا حيث أن الطالب لن ينسى على الاطلاق
درسا قام بشرحه لبقية زملائه ( وقد جاء هذا الى ذهنى عندما
تذكرت الشارة التى أشار اليها -وليام جلاسر- والتى مفادها أن
الانسان يتعلم 10% مما يقرأه و20% مما يسمعه و30%
ممايراه و50% مما يراه ويسمعه و70%مما يناقشه مع
الاخرين و80%مما يجربه و95% مما يشرحه لشخص اخر.
ولكن فى هذا الموضوع من الضرورى ألا يرتب المنهج الا كما يراه
المعلم كما أنه من المفروض زيادة زمن الحصة حتى يستطيع كل
طالب أن يمارس عملية الشرح وبدقة .
2-بث أخطاء متعمدة :- وأقصد هنا أن يقوم المعلم ببث أخطاء أثناء الشرح
ثم يحاسب عليها الطلبة فى حينها مع تصويبها لهم وهذا
يفيد بالأكثر فى دروس الاعادة الأسبوعية.
وبعد كل ما سبق أود أن أشير كما قلت من قبل أن الاستراتيجيات فى حد ذاتها هى بصمة لكل فرد وان توحدت أى أنها تتأثر بالفروق الفردية سواء كانت بين المتلقين لموقف التعلم أو أصحاب موقف التعلم ذاته.
وشكررررررررررررررا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد الغبارى
elgohpary73@yahoo.com