التعليم ومحاولات الاصلاح

لأن التعليم هو القوة الاستثمارية الاولى لأي دولة ، وهو المحرك الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والحضاري لأي امة من الأمم لذا تولي الكثير من السياسات الدولية اهمية كبيرة جداً بالتعليم وإصلاح التعليم .
وهذا ماقامت عليه اقتصاديات العديد من دول شرق أسيا التي نهضت في القرن الحالي ، مثل اليابان وكوريا .
ولكن المتتبع لما يحدث في العالم العربي يدرك تماماً ان معظم محاولات الاصلاح التربوي تركز على الاصلاح المؤسسي ، الاصلاح الإداري ، الإصلاح البنيوي ، ونادراً ماتتنبه للمعلم ودوره الخطير في عمليات الاصلاح المنشود ، بل أن حتى محاولات الإصلاح التي تبدي اهتماماً كبيراً بالمعلم لاتحقق المستوى المامول من حدود الكفايات التي يجب ان تمكن المعلم من أن يكون على القدر المامول من الكفاءة ، ولعل ماسعت إليه وزارة التربية والتعليم بالمملكةالعربية السعودية من جعل العام الدراسي 1432/1433هـ هو عام للمعلم تعتبر محاولة من اجل تنمية المعلم من كافة الجوانب التربوية والتعليمية ، لكن هل كان ذلك بالفعل مما ساهم او سيساهم في رفع كفاءة المعلم؟
لعل الكثير من مشاريع تنمية المعلمين تعتمد على التدريب بالدرجة الاولى باعتباره العملية التي من خلالها يكتسب المعلم معارف ومهارات جديدة تمكنه من تحقيق الاهداف الاساسية التي ينادي بها التعليم ....
ولكن التدريب وغيره من وسائل التطوير والاصلاح ( قراءات ، حضور ندوات ومؤتمرات، تعلم عن بعد ، تقويم ذاتي .... الخ ) ليس الهدف منها اكساب مهارات معرفية وتدريسية جديدة فحسب ! انما الهدف ان نصل الى الدرجة التي تتغير فيها التوجهات ( للافضل ) وتتعدل فيها الثقافات والمبادئ .
الهدف أن نصل بتعليمنا إلى الدرجة التي تجعل عالمنا العربي والاسلامي يتبوا مكان الصدارة في العالم كما كان من قبل ..
فهل سيأتي ذلك اليوم ؟